انتقد ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، أمس الأحد، ضعف المعارضة وقلة “حيلتها” أمام الأغلبية الحكومية، مُبررا ذلك بما سماه، خلال المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة أكادير، بـ“التوافق المبالغ فيه” الذي أنتج أغلبية تشريعية واسعة جعلت من الصعب على “المعارضة ممارسة صلاحياتها الدستورية”.
وقال ادريس لشكر إن الأغلبية المريحة للحكومة تشكل عائقا أمام المعارصة لممارسة أدوارها، وهو ما يتجلى حتى في الآليات القانونية المعتمدة، فإذا “كنا نريد تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، فإن المعارضة تحتاج إلى الثلث، وإذا كنا نريد ممارسة العمل الرقابي، فإن الحيز الزمني المخصص للمعارضة برمتها لا يتعدى 15 دقيقة، فكيف لك أن تراقب العمل الحكومي؟”.
وحمل مسؤولية ضعف المعارضة إلى الخلافات داخل مكوناتها، مبرزا في هذا الصدد، أن الاتحاد الاشتراكي حاول تقديم ملتمس الرقابة، لكنه اصطدم بـ”حسابات ضيقة” داخل المعارضة نفسها.
وفي سياق آخر، أقر لشكر بأن فقدان الاتحاد الاشتراكي لأكادير المعقل السابق للحزب يعود إلى الخلافات و الانقسامات التي عاشها الحزب في لحظات تاريخية معينة، بعدما تحمل مسؤولية تدبير شؤون المدينة لعقود من الزمن، منتقدا ما سماه “الأنانيات والتسابق على المواقع” التي أضعفت الحزب وتسببت في انقسامات دامت لأكثر من عقدين.
ودافع عن قرار الحزب بالمشاركة في الأغلبية المسيرة لمدينة أكادير، واصفا إياه بـ”الاختيار الاستراتيجي”، وذلك من أجل مواصلة الأوراش الكبرى التي انطلقت خلال فترات التسيير السابقة، ولتمكين المدينة من استثمار موقعها الجغرافي “كمركز جديد للمغرب وبوابة نحو إفريقيا وأوروبا”.
وخصص لشكر حيزا مهما من كلمته لاستحضار البعد الرمزي والتاريخي لمدينة أكادير في مسار الاتحاد الاشتراكي، مبرزا مكانتها في ملحمة الوحدة الترابية ودورها في احتضان مناضلين من أبناء سوس.
ودعا لشكر إلى الانخراط في دينامية التجديد، من خلال ضخ دماء جديدة في هياكل حزبه، عبر فتح المجال أمام النساء والشباب والكفاءات.