أردوغان ليس أي رئيس. هو مرآة مشروخة لأوهام البعض، وأيقونة مشرقة لأحلام البعض الآخر.

والسيلفي الذي جمعه مع قيوح، ليس مجرد لقطة..

le12.ma

أيعقل أن صورة واحدة تهز هذا القدر من الثقة؟.

أيعقل أن تُختزل مشاركة وزير في منتدى دولي إلى زوايا كاميرا، لا إلى زوايا الرؤية؟

تُرى، من ابتسم فعلا؟ الوزير في الصورة، أم غرائز التأويل السريع فينا؟.

لم أستوعب، حقا، كيف تحول سيلفي بسيط مع رئيس دولة نافذ في المنطقة، إلى مادة تُجلدبهاهيبة الدولة“. وكأن الوقار لا يقاس إلا بدرجة الصرامة على الوجه، أو بمدى التقيد الصوريبالبروتوكول.

هل نُريد وزراء يُجيدون التقطيب أكثر من التفاوض؟ أم أن الخشونة وحدها صارت برهانا علىالجدية؟.

أستغرب هذا الحنين الغريب إلى زمن المسؤول المتخشب.

أستغرب كيف نتعامل مع الرموز، لا كمساحات دلالية تحتاج إلى تأويل عميق، بل كإشاراتسطحية نُطلق عليها الأحكام كيفما اتفق.

أردوغان ليس أي رئيس. هو مرآة مشروخة لأوهام البعض، وأيقونة مشرقة لأحلام البعض الآخر.

والسيلفي الذي جمعه مع قيوح، ليس مجرد لقطة، بل نتاج لحظة تواصل ناعم، في منتدىعنوانه الربط، لا القطيعة.

السياسة، في زمن الصورة، لم تعد حكرا على المحاضر والبيانات.

والمسؤول السياسي لا يمكنه أن يظل حبيس المعطف الرمادي الذي يرضي النخب، وينفرالناس.

التواصل، اليوم، له لغات جديدة، والسيلفي  شئنا أم أبينا أصبح واحدة منها.

أليس الأجدر بنا أن نسأل: ماذا قال الوزير؟.

ماذا قدم للمغرب في هذا اللقاء؟.

ما طبيعة النقاشات؟ ما المكاسب؟.

أما صورة نُشرت على الهامش، فليست هي الحدث، بل مجرد هامش نفض عنه البروتوكولغباره.

الذين هاجموا السيلفي، لا ينتصرون للوقار، بل لسوء الظن.

لا يدافعون عن صورة الدولة، بل عن تصور ضيق لها، مجبول بالخوف من كل انزياح عن النمط.

وكم نحتاج، في هذا البلد، إلى مسؤولين يجيدون كسر الجمود بلباقة، لا بكسر الثقة.

قيوح لم يخطئ، بل أخطأت أعين اعتادت أن تُعاقب التلقائية.

وأخشى أننا، في نهاية المطاف، لا نعاني من أزمة سيلفيبل من أزمة فهم.

*ميمونة الحاج داهي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *