لم ينطلق. تأخّر، ثم تأجّل، ثم أُلغي بشكل نهائي! وبعد أن انهارت كل الاحتمالات، قيل لنا: اركبوا القطار القادم من فاس والمتجه إلى مراكش!.
* فاطمة أبو ناجي
إلى الجهة التي يفترض بها أن تسهّل تنقّل المواطنين لا أن ترهقهم وتستهين بوقتهم وأعصابهم.
لا أعرف إن كان ما يحدث على سكككم الحديدية يُصنَّف ضمن سوء التدبير أم اللامبالاة الممنهجة.
ما أعلمه جيدا أنني، كمواطنة، صرت أجد نفسي يوما بعد آخر، ضحية لتأخيرات لا مبرر لها وبلاغات لا تُنشر إلا بعد فوات الأوان!.
بالأمس، انتظرت قطارا من المحمدية إلى بوزنيقة، رحلة قصيرة لا تتعدى 12 دقيقة، فإذا بي أُترك على رصيف الانتظار لما يقارب ساعة كاملة، دون أي تفسير، ودون أدنى اعتبار لمن يقفون تحت الشمس أو المطر، أو يلاحقهم جدول زمني صارم، او حتى دون وجود اعتبار غير اعتبار أن وقتي هو لي، أصرفه على مزاجي.
واليوم، يتكرر العبث ذاته، في رحلة من المحمدية إلى الرباط المدينة (لم تتم بعد) حيث لم يُعلن عن تأخّر القطار إلا بعد مرور اكثر من 15 دقيقة على موعده المفترض، ليُقال لنا بكل بساطة إنه سيتأخر نصف ساعة.
لماذا؟ لا أحد يشرح، وكأننا لا نستحق حتى المعلومة! قبل ان يذاع إعلان اخر بتأخر القطار ل 25 دقيقة اخرى!! وهو ما فوت علي حضور افتتاح معرض تشكيلي دون وجه حق!!.
بل إن ما حدث الأسبوع الماضي يفوق كل ذلك استخفافًا، إذ كان من المفترض أن أغادر محطة الرباط أكدال إلى المحمدية يوم الإثنين، في قطار ينطلق عند الساعة الخامسة وخمس دقائق مساءً.
لم ينطلق. تأخّر، ثم تأجّل، ثم أُلغي بشكل نهائي! وبعد أن انهارت كل الاحتمالات، قيل لنا: اركبوا القطار القادم من فاس والمتجه إلى مراكش!.
لكن كيف؟ . كيف يُطلب منّا أن نضغط أنفسنا داخل قطار مزدحم أصلًا؟ .
هذا ليس حلًا، بل استهتارا. بالنسبة لي، لم يكن ذلك مقبولا، فاضطررت لحجز مقعد جديد وانتظرت ساعة أخرى.
إلى متى يُعامل الراكب كرقم بلا قيمة؟
إلى متى سيُترك زبناء السكك الحديدية تحت رحمة قرارات مرتجلة وتأخيرات مكرّرة؟
أين الاحتراف؟. أين التخطيط؟. أين الاحترام؟.
المكتب الوطني للسكك الحديدية ليس فوق المحاسبة، ولا أحد ينتظر منكم المستحيل.
نحن لا نطلب معجزات بل فقط نظاما يحترمنا كمواطنين وركاب، (نسبة كبيرة منهم من المشتغلين في محور الدار البيضاء الرباط القنيطرة يعتمدون القطار وسيلة نقل، تفاديا لزحام السيارات داخل المدن).
نطلب أن تُعلن التأخيرات فور حدوثها، لا بعد فوات الأوان.
نطلب أن يكون هناك بدائل محترمة، لا حلول ترقيعية.
ما يحدث ليس مجرد أعطال؛ إنه مسلسل من العبث.
فكفى عبثا، القطارات وسيلة نقل، لا وسيلة عقاب!.
*كاتبة صحفية / الخميس 26 يونيو 2025