بدأ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، “يتضايق” من اللقاءات التواصلية التي يعقدها حزب التجمع الوطني للأحرار، والتي دأب عليها التنظيم في سياق إيمانه بعمل القرب وأهمية التواصل مع المواطنين.
هذه السياسة التواصلية أصبحت مستفرزة لقيادة “البيجيدي” التي تراهن على الاستحقاقات الانتخابية لـ2026، لترميم البيت الداخلي الذي بعثرته وهشمت زجاجه انتخابات 2021 ، على أمل تحقيق ” نهضة جديدة” للحزب تُعيد إليه بعض الأصوات الانتخابية خلال محطة 2026.
وبالموازاة مع اللقاءات التواصلية الأخيرة التي بدأها حزب التجمع الوطني للأحرار من مدينة الداخلة التي عقد فيها الحزب اجتماع مكتبه السياسي، بداية شهر ماي الماضي، وما تبعها من جولات ميدانية في مختلف المدن والمناطق المغربية، استعرضت خلالها قيادات التجمع مكاسب وإنجازات الحكومة ، ارتفعت أصوات “البيجيدي”، المنتقدة للأحرار، في تعبير ينم عن مخاوفها من الإقبال الواسع للمواطنين على ” مسار الإنجاز” الذي انخرط فيه” الأحرار”، وهذا بالذات هو ما يثير غضب ابن كيران الذي اتخذ من المؤتمرات الجهوية للحزب مطية لتوجيه الانتقاد للحكومة وبالأخص لرئيسها عزيز أخنوش.
ففي كل مؤتمر جهوي لحزب العدالة والتنمية، يأخذ عزيز أخنوش حيزا كبيرا من كلمة عبد الإله ابن كيران، إذ لا يتوانى زعيم “البيجيدي” من توجيه الانتقاد لرئيس الحكومة، محاولا النيل منه عبر انتقاد مكاسب الحكومة، والقدرة التواصلية لـ” الأحرار”. وقدرة الحزب على استقطاب المواطنين في لقاءات ” مسار الإنجاز”.
ويحاول ابن كيران التقليل من شأن التفاعل الإيجابي للمواطنين مع ” مسار الإنجاز” وتبخيس مكاسب الحكومة، وهو ما أقدم عليه في كلمة له خلال المؤتمر الجهوي للحزب بفاس ، الأحد 22 يونيو 2025 ،وهو يستحضر بدون شك محطة انتخابات 2026، والخوف من أن تؤول نتائجها لفائدة أحزاب التحالف الحكومي، وبالأخص لحزب التجمع الوطني للأحرار القائد لهذا التحالف.
يشعر ابن كيران، مع اقتراب موعد 2026، أن البساط يُسحب منه، وهو ما جعله يقول في كلمته إنه “بصرف النظر عن نتائج الانتخابات المقبلة حزبنا متمسك بالدفاع عن الوطن والمواطنين” ، على حد تعبيره.