أثار الرابور المغربي “مسلم” جدلاً واسعاً بسبب عبارة وردت في أحدث أغانيه “خمري”، قال فيها: “موسيقتي تمزّك الملائكة وحتّى الشياطين”، ما قسّم المتابعين بين من اعتبرها إساءة دينية ومن تفهم السياق الفني للعبارة.
وفي أول تعليق له على الموضوع، خرج مسلم عن صمته خلال مروره الإذاعي في برنامج “مومو مورنينغ شو” على إذاعة “هيت راديو”، مؤكداً أن تصريحه أُخرج من سياقه الفني، وأن العبارة لم تكن موجهة بأي معنى ديني.
وأوضح الرابور المغربي أن الكلمات استُخدمت بشكل مجازي، مشيراً إلى أن “الملائكة” ترمز للإنسان الطيب، بينما “الشياطين” تشير إلى الإنسان السيئ، مضيفاً: “هي مفهومة، غير اللي مبغاش يفهمها”.
ويأتي هذا التوضيح في ظل تزايد الانتقادات التي طالت مسلم، والتي رأى فيها البعض تجاوزاً للخطوط الحمراء، في حين اعتبر آخرون أن الأمر يدخل ضمن حرية التعبير الفني والتأويل المجازي للكلمات.
وفي نفس السياق، أثار الشيخ المغربي رضوان بن عبد السلام جدلاً واسعاً بتعليقه النقدي على مقطع من أغنية جديدة للرابور المغربي “مسلم” بعنوان “خمري”، جاءت فيه عبارة: “موسيقتي تمزّك الملائكة وحتى الشياطين”.
بن عبد السلام اعتبر هذه العبارة مستفزة وغير مقبولة، موجهاً نقداً لاذعاً للفنان الذي كان، بحسب تعبيره، “محافظاً وملتزماً”.
وفي تفاعل مباشر عبر حسابه الخاص “انستغرام”، استعاد بن عبد السلام علاقة قديمة جمعته بمسلم منذ عام 2006، وصفه خلالها بـ”المبدع والملتزم”، مشيراً إلى تواصلهما السابق الذي اتخذ طابعاً توجيهياً ونصحياً. غير أنه، في لهجة يطبعها الحزن والخذلان، عبّر عن أسفه لما أسماه “التحوّل السلبي” في توجهات الرابور، لا سيما بعد اقترابه من فنانين عُرفوا بخرقهم للثوابت الدينية في كلماتهم وسلوكهم.
واعتبر بن عبد السلام أن عبارة تمجيد الموسيقى لدرجة أنها “تمزّك الملائكة”، تدخل في خانة “الاستهانة بالمقدسات” و”الاستخفاف بالرموز الدينية”، مستغرباً كيف يمكن لفنان سبق له أن صرح بأن “الراب أكبر ذنب في حياته” أن يعود لتمجيده بهذه الطريقة.
صريحات بن عبد السلام سلطت الضوء على الإشكال العميق بين حرية التعبير الفني وحدود ما يُعتبر مقدساً في مجتمع محافظ، ووجه في ختام رده رسالة تحذير شخصية للرابور قائلاً: “رد بالك أخاي محمد، راه الأمر خطير بزاف”، في إشارة إلى خطورة العبث بالرموز الدينية حتى تحت غطاء الفن.
في وقت لم يصدر أي رد رسمي من الرابور مسلم، تبقى هذه الخرجة مناسبة جديدة لطرح سؤال قديم متجدد: إلى أي حد يمكن للفن أن يتجاوز المحرمات؟ وأين تنتهي حرية التعبير وتبدأ مسؤولية الكلمة؟