شهادات صادمة تلك التي جاء على لسان شهود عيان وثقوا لحظة مقتل المغربي عبد الرحيم خنقا على يدي عنصري شرطة كانا خارج الخدمة لاشتباه به فقط.
ترجمة le12 نقلا عن الموندو
«رأينا من نافذتنا كيف كانوا يخنقون الشاب ولا أستطيع إخراج تلك الصورة من رأسي»، يروي لـ GRAN MADRID شاهد عيان على وفاة عبد الرحيم، البالغ من العمر 36 عامًا، على يد شرطيين بلديين خارج أوقات الخدمة في توريخون دي أردوز. «طبقوا عليه حركة “ماتاليون” (خنق من الخلف) لمدة 10 أو 15 دقيقة. في البداية كان يصرخ من الألم ويتأوه، لكن في لحظة ما توقف عن الحركة. تهاوى مثل عصفور صغير دون أن يتوقفوا عن خنقه والانقضاض عليه بأجسامهم».
تتطابق هذه الشهادة مع شهادات شهود آخرين ومع التسجيلات التي التقطها الجيران والمارة، والتي حصلت GRAN MADRID على نسخة منها. تُظهر الصور أحد الشرطيين بلباس مدني وهو يطبق حركة خنق من نوع “ماتاليون” بينما يضغط بجسده على مؤخرة عنق الضحية وفقراته العنقية. بجانبه، الشرطي الآخر، الذي يظهر مترنحًا، يتدحرج على الأرض ويبدو واضحًا أنه يواجه صعوبة في الوقوف، يتلقى ركلتين من امرأة، ثم ينهض بصعوبة ويسقط بجسمه على الجزء السفلي من ظهر عبد الرحيم، مما زاد من تثبيته على الأرض.
تسلسل الأحداث، الذي وقع عند الرقم 20 من شارع بيسكيرا، كان نتيجة مطاردة قصيرة بين عبد الرحيم وشرطيين، الذين، حسب قول السكان، «بدوا وكأنهم مخمورون».
«ركض الشاب على جانب الساحة نحو شارع بيسكيرا، وتبعه الشرطيان. قالوا إنه سرق هاتفًا في الحانة التي كانوا فيها»، حسب ما رواه أصحاب مطعم قريب من مكان الاحتفاليات المحلية.
بعد السرقة المزعومة، كان عبد الرحيم يقود عملية الهروب، وحاول الشرطيان، البالغان من العمر 58 و60 عامًا، اللحاق به. ثم توقف الشاب في جزء من شارع بيسكيرا بجانب الجزء الخلفي من سوبر ماركت ووكالة عقارية، وهناك تم الإمساك به.
من هذه اللحظة، تختلف رواية المحيطين بالشرطيين تمامًا عن روايات السكان. يؤكد المقربون من الشرطيين أن عبد الرحيم «كان قد تم توقيفه سابقًا في أكثر من 44 مناسبة بتهم السرقة بالعنف والسرقات البسيطة»، وأنه كان يقاوم بعنف، وأنه كان من الضروري استخدام حركة تثبيت قوية بهذا الشكل.
رواية مخالفة تمامًا لما يقوله الشهود. «توقف الشاب وقال لهم: ماذا تريدون؟ ليس معي شيء»، يتذكر أحدهم، رافعًا يديه مقلدًا حركات الضحية.
«عندها»، يواصل، «ضربوه، فسقط على الأرض، وأمسك أحدهم عنقه، وانقض الآخر، البدين، عليه من الخلف».
يروي السكان بداية مشهد «مؤلم» استمر لعدة دقائق: «بدأنا نصرخ، نقول إنهم يؤذونه. كنا أنا وزوجتي نصرخ: “اتركوه، ستقتلونه!”».
ويتذكر شاهد آخر: «كنا نقول: “ستختنقونه، اللعنة!”».
«كنا نصرخ “اتركوه، اتركوه!”، فيما كان الشرطي يرد علينا بالشتائم ويثبت نفسه لمواصلة الضغط، بينما الشرطي الآخر، الأضخم، يرتمي هو الآخر فوق الشاب، الذي كان نحيفًا جدًا».
وعندما كان عبد الرحيم ممددًا بلا حركة على الأرض، تدخل شاب وفتاة مراهقان وتمكنا من دفع الشرطي الأضخم قليلًا، الذي تدحرج على الأرض قبل أن ينهض. واصل الجيران الصراخ على الشرطي الذي كان يثبت الرجل من عنقه، وكان يرد عليهم بـ «أنت متخلف!» عند سماعه عبارات مثل: «ارفع ذراعه، لقد أصبح ثابتًا!».
«هل سرقك أنت؟ إذًا اصمت!»، قال الشرطيان في حالة غضب.
فردّ أحد الحاضرين: «وما علاقة السرقة بأن تخنق الشاب؟»، في مشهد تم توثيقه بهاتف محمول.
وقبل أن تظهر الأضواء الزرقاء وتُسمع صفارات الإنذار في أحد المقاطع، واصل الجيران المناشدة بأن يُترك ليتنفس.
«إنه يتنفس!» قال الشرطي، بينما واصل الضغط بجسده على عنق الرجل.
«نصبوا خيمة وأرسلوا ثلاث وحدات لإعادة إنعاشه»، تتذكر إحدى الجارات من حانة قريبة.
«كانوا يحاولون إنعاشه، ورأينا المسعفين يومئون برؤوسهم وكأنهم يقولون إن الوضع سيئ». وتمكن طاقم SUMMA فقط من تأكيد الوفاة: «اختناق».