تُثير المكاسب الاجتماعية للحكومة، خاصة ما يتعلق بالدعم الاجتماعي المباشر، قلق عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي انبرى في الفترة الأخيرة إلى التهجم على الحكومة والتقليل من حصيلتها الاجتماعية، في محاولة للنيل منها وكسب بعض “النقط” لدى الناخبين.
أطلق عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة و التنمية العنان للكلام منتقدا الحكومة، في كلمة له خلال المؤتمر الجهوي للحزب بجهة بني ملال خنيفرة، أول أمس السبت 14 يونيو 2025 . وعاد لاستعمال تعابير العفاريت والتماسيح، التي كانت عزيزة عليه حينما كان يتولى منصب رئيس الحكومة.
تنامت ” هجمات” ابن كيران وقيادات في حزب العدالة والتنمية ضد الحكومة مع اقتراب استحقاقات 2026، والسبب هو القلق المتنامي الذي أصبح يساور القيادة من الانتخابات المقبلة ونتائجها المرتقبة على مصير الحزب والقيادة، في ظل المكاسب الاجتماعية التي بصمت عليها الحكومة الحالية، وهوما يثير مخاوف ” البيجيدي”.
ويراهن ابن كيران على انتقاداته للحكومة في محاولة لكسب تعاطف الناخبين، متناسيا أن هؤلاء هم من عاقبوا “البيجيدي” في الانتخابات التشريعية السابقة، حينما تعرض الحزب لنكسة انتخابية غير مسبوقة.
المكاسب الاجتماعية للحكومة: الدعم الاجتماعي المباشر، دعم السكن، تعميم التغطية الصحية ، أصبحت تؤرق قيادة “البيجيدي” وهي تستحضر الاحتمال الكبير في أن يعيش الحزب نكسة انتخابية ثانية قي 2026. ولذلك فهي تستهدف القرارات الحكومية التي انعسكت بشكل ملموس على الحياة اليومية للمواطنين،ومنها الدعم الاجتماعي المباشر، ودعم السكن، وتعميم التأمين الإجباري عن المرض.
لذلك حاول ابن كيران خلال المؤتمر الجهوي للحزب ببني ملال التقليل من أهمية هاته المكاسب الاجتماعية، من خلال حديثه عن “ضعف قيمة الدعم الاجتماعي المباشر”، و” حرمان فئات اجتماعية منه بسبب المؤشر” . وحاول صرف أنظار الحضور عن إنجازات الحكومة في هذا المجال للخوض في مواضيع لا تمت بصلة لتدبير الشأن الحكومي.
لبس ابن كيران جلباب من يدافع عن الفئات المعوزة وهو الذي رفع الدعم عن المحروقات ليشعل النار في الأسعار، اكتوت بنارها الفئات الوسطى التي أنهكتها حكومة ابن كيران ، ورفض الزيادات في أجور الأجراء والموظفين معطلا الحوار الاجتماعي لعقد من الزمن ما خلف أثارا اجتماعية كارثيا، فلا ترقيات ولا زيادات..
بنكيران أقر بنفسه خلال تقديم الحصيلة المرحلية لحكومته في يوليوز 2014، بأن الحكومة “لم تتمكن من الوفاء بكل الوعود التي التزمت بها، خصوصا فيما يتعلق بتقديم الدعم للفقراء”.
حكومة ابن كيران أقرت زيادات في أسعار الوقود والماء والكهرباء، وقامت بإصلاح ترقيعي لنظام المعاشات، وهو ما انتقدته النقابات التي أكدت حينها أن القرارات التي اتخذتها الحكومة تمس بالقدرة الشرائية للمواطنين.
واليوم، يراهن عبد الإله ابن كيران، في محاولة لاستعادة الثقة في الحزب، على أمرين، الأول يتعلق بمواصلة توجيه انتقادات للحكومة خاصة في الشق الاجتماعي، والثاني دعوة المواطنين الذين يفترض فيهم ميلهم للتصويت على ” البيجيدي”، إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية بكثافة، لأن العزوف الانتخابي لا يلعب لصالح” البيجيدي”.
وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية دعت أعضاء الحزب إلى “رفع جاهزيته لخوض الاستحقاقات الوطنية والسياسية”، وفق ما جاء في بيان للأمانة العامة للحزب أصدرته عقب اجتماعها الخميس الماضي بالرباط.
ودعت الأمانة العامة أعضاء الحزب إلى “إعطاء الأولوية القصوى للمساهمة في رفع الوعي الشعبي والتصدي لمعضلة العزوف عن المشاركة السياسية التي كشفت عنها بعض استطلاعات الرأي، بالنظر للانعكاسات السلبية لهذا العزوف على مصداقية المؤسسات وإفراغها من محتواها التمثيلي، وهو ما يقتضي رفع منسوب التواصل والإنصات للمواطنين”.
وأكدت الأمانة العامة للحزب”على أهمية المبادرة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية ومركزية توعية المواطنين بقيمة أصواتهم ومشاركتهم في تحديد مصائرهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.