يسجّل المغرب سنويًا ما يفوق 25 ألف حالة تسمم بلدغات العقارب، وحوالي 300 حالة تسمم بلدغات الأفاعي.
ويُعد الأطفال الصغار والأشخاص المسنون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، على رأسها فشل القلب أو الجهاز التنفسي الذي يحدث بعد بضع ساعات من اللدغة.
جمال بورفيسي
توفي، أخيرًا، طفل يبلغ من العمر 12 سنة، متأثرًا بمضاعفات لدغة أفعى سامة تعرض لها بمكان سكن أسرته بدوار سيدي أمغيت التابع لجماعة غياثة الغربية بإقليم تازة.
ونُقل الضحية، الذي كان يتابع دراسته قيد حياته بالمستوى السادس ابتدائي، في حينه إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة بمدينة تازة وهو في حالة حرجة، بعد أن تمت إحالته عليه من قبل المركز الصحي للقرب بواد أمليل.
وفارق الضحية الحياة بالرغم من إدخاله إلى غرفة الإنعاش وتطعيمه بالمصل (الترياق) المضاد لسموم الأفاعي، جراء تعرضه لنزيف حاد في كامل جسمه وفقدانه الوعي.
يُشار إلى أن مندوبيات الصحة في عدد من الأقاليم شرعت في التوعية والتحسيس بمخاطر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي وسبل الوقاية منها، وذلك بهدف اتخاذ تدابير وقائية واستباقية لتقليص عدد الإصابات.
وتتنامى مخاوف الأسر في العديد من المناطق النائية من تعرض أطفالها إلى لسعات الأفاعي والعقارب، مع اقتراب فصل الصيف واشتداد معدلات الحرارة.
وقد بدأت بعض مندوبيات الصحة حملات التوعية والتحسيس، على غرار مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم أزيلال، التي نظّمت مؤخرًا، بشراكة مع عمالة الإقليم وتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية، لقاءً إقليميًا تحسيسيًا حول الوقاية من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، تحت شعار: “معًا نتصدى للسعات العقارب والأفاعي”.
وقد شدد اللقاء على ضرورة تعزيز الوقاية من خلال توعية السكان، وتكوين الأطر الصحية في أساليب التدخل السريع، وتوفير الأدوية والمستلزمات الضرورية، وتفعيل لجان اليقظة، إلى جانب تنظيم حملات محلية تشمل المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني.
وتخلف لدغات الأفاعي ولسعات العقارب سنويًا ضحايا، أغلبهم من الأطفال، بسبب الخصاص في الأمصال والأدوية، وفي المراكز الصحية وأقسام الإنعاش ببعض المناطق النائية. وبفضل مجهودات وزارة الصحة، تم تقليص عدد الضحايا في السنوات الأخيرة.
ومن بين المناطق الأكثر تضررًا: جهة مراكش آسفي، وجهة بني ملال خنيفرة، وجهة سوس ماسة، وتادلة أزيلال، ومناطق أخرى بالجنوب الشرقي.
ويتم تسجيل 25 ألف حالة تسمم بلدغات العقارب سنويًا، وحوالي 300 حالة تسمم بلدغات الأفاعي. ويُعد الأطفال الصغار والأشخاص المسنون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، على رأسها فشل القلب أو الجهاز التنفسي، الذي يحدث بعد بضع ساعات من اللدغة.