يعيش محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية تحت وقع ضغوطات متزايدة مع تنامي طلبات منح التزكية الانتخابية من طرف عدد من أعضاء ومناضلي الحزب، على بعد سنة من الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026.

أوزين  الذي جرى انتخابه على رأس” السنبلة” أواخر نونبر 2022، خلال محطة المؤتمر الوطني الرابع  عشر للحزب خلفا لامحند العنصر، أصبح أمام خيار صعب، يتجلى في إرضاء طلبات عدد من المناضلين  الذين يرغبون في الانخراط في التنافس الانتخابي، في الوقت الذي يبحث  فيه عن  كائنات” انتخابية” واستقطاب الأعيان لضمان أكبر عدد من المقاعد الممكنة التي تخول له التقدم في قائمة الأحزاب المتصدرة للمشهد السياسي.

أوزين يخوض أول  محطة انتخابية بعد تعيينه على رأس التنظيم، ويسعى إلى كسب رهان تحسين التموقع الانتخابي للحزب، لأن الفشل في تحقيق  هذا الهدف سيضعه موضع المحاسبة، بل قد يعصف به من رئاسة الحزب.

مصادر مقربة من أوزين تتحدث عن نزوعه نحو التحكم في منح التزكيات  وضبط قوائم الترشيحات بعيدا عن الأجهزة الحزبية المحلية أو الإقليمية، وهو ما أثار استياء عدد من المنتخبين والقياديين الذين يتخوفون من حرمانهم من التزكية.

ويتابع هؤلاء المناضلين عن كثب تحركات أوزين لاستمالة أعيان الانتخابات الذين بإمكانهم أن يرفعوا حظوظ الحزب في الفوز بمقاعد انتخابية، في الوقت الذي يطالبون فيه أوزين بالحسم في  تزكيتهم  في وقت مبكر وسط التهديد بمغادرة الحزب والالتحاق بأحزاب أخرى منافسة في حالة الرفض.  

إن ميل أوزين لتزكية المقربين والموالين وإبعاد من يشك في ولائهم له أو من لا يتوفر على حظوظ حقيقية للفوز في الانتخابات  قد يجر عليه متاعب كثيرة مستقبلا، و قد بدأت مؤشرات هذه المتاعب تظهر بعد الإعلان عن تأسيس حزب جديد خرج من رحم الحركة الشعبيةيحمل اسم “الحركة الديمقراطية الشعبية”.

حرب الاستقطابات التي بدأت في عدد من التنظيمات السياسية في سياق الترتيبات المبكرة الجارية تحضيرا لاستحقاقات 2026، تهدد ينزيف استقالات جديدة داخل الحركة الشعبية  في ظل توصل بعض القياديين والمناضلين في الحزب بعروض من أحزاب سياسية منافسة تطالبهم بالالتحاق بها.  

 يراهن أوزين على رفع عدد المقاعد الانتخابية  التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية السابقة، والتي لم تتعد 28 مقعدا خولته احتلال المركز الخامس ضمن التنظيمات المتصدرة  للمشهد الحزبي، وذلك لكي يثبت حسن تدبيره لشؤون الحزب و أحقيته  في الاستمرار على رأس التنظيم،وهو رهان صعب،  قد يدفع أوزين ثمنه في حال فشل في كسبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *