قررت الجامعة التونسية لكرة القدم إلغاء المباراة الودية التي كانت مقررة، اليوم الإثنين، بين المنتخب التونسي ونظيره من جمهورية إفريقيا الوسطى، والتي كان يُفترض إجراؤها بمدينة الدار البيضاء.

وأوضحت الجامعة، في بلاغ رسمي، أن سبب الإلغاء يعود إلى “إضراب لاعبي منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الإضراب أو ما إذا كان سيتم تعويض المباراة.

وكان المنتخب التونسي قد خاض مباراتين وديتين الأسبوع الماضي، انتصر في الأولى أمام بوركينا فاسو بهدفين دون رد في تونس، قبل أن ينهزم أمام المنتخب المغربي بنفس النتيجة بمدينة فاس.

وفي المقابل،شهدت المباراة الودية التي جمعت بين المنتخبين المغربي والتونسي على أرضية ملعب فاس، موجة من الغضب والانتقادات العارمة، سواء من الجماهير التي حجّت بكثافة لمتابعة اللقاء، أو من المتابعين عبر الشاشة، الذين عبّروا عن استيائهم من مستوى الإخراج والتعليق. 

وبينما كان من المفترض أن تكون المباراة مناسبة للاحتفاء بالكرة المغاربية في أجواء رياضية راقية، تحولت إلى مادة للجدل والسخط بسبب ما اعتُبر فشلاً في التنظيم والإخراج التلفزيوني .

جماهير امام البواب رقم 1

جماهير بتذاكر تُمنع من الدخول

الشرارة الأولى للاحتقان انطلقت من محيط ملعب فاس الكبير، حيث اصطدمت مئات الجماهير المغربية، التي اقتنت تذاكرها عبر المنصة الرسمية، بأبواب موصدة، حالت دون دخولها إلى المدرجات. 

وفي مشهد يعكس حجم الارتباك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، فيديوهات لمشجعين غاضبين وهم يُمنعون من الولوج، رغم تقديمهم تذاكر سليمة ومختومة.

ومن بين تلك الشهادات، فيديو نشره المدون المعروف إلياس زبيطا، تحدث فيه بحرقة عن تجربته مع “الفوضى التنظيمية”، مشيراً إلى أنه قضى وقتاً طويلاً في طوابير غير منظمة، قبل أن يُمنع من دخول الملعب دون أي توضيح أو اعتذار. 

زبيطا حمّل المسؤولية الكاملة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولشركة “سونارجيس” المكلفة بتدبير الملاعب، متسائلاً عن المعايير المعتمدة في ولوج الجماهير، والسبب الحقيقي وراء امتلاء المدرجات، في حين بقي المئات من أصحاب التذاكر خارج الأسوار.

أسئلة مشروعة حول الشفافية 

طرح كثيرون ممن تابعوا مجريات ما قبل المباراة أسئلة مشروعة حول عدد التذاكر التي تم طرحها فعلياً، وكيفية تدبير عملية الدخول. 

فقد بدا أن هناك مدرجات مملوءة وجماهير تحمل تذاكر خارج الملعب،

 هل كانت هناك تذاكر أكثر  من الطاقة الاستيعابية للملعب؟ أم أن خللاً في تنظيم عملية التفتيش والمراقبة تسبب في هذا الارتباك؟ .

غياب أي تواصل رسمي من الجهات المنظمة بعد هذه الفوضى زاد من حدة الانتقادات.

إخراج تلفزيوني دون المستوى

الانتقادات لم تقتصر على التنظيم فقط، بل امتدت إلى النقل التلفزيوني الذي تكفلت به قناة “الرياضية”، حيث أجمع عدد من المتابعين على أن الإخراج لم يكن في مستوى الحدث. 

فقد شابت التغطية التلفزيونية للمباراة عيوب واضحة، سواء في زوايا التصوير أو جودة الصورة، أو في اختيار اللقطات التي بدت عشوائية في كثير من اللحظات.

وذهب البعض إلى اعتبار النقل التلفزيوني عاملاً إضافياً في رفع نسبة رتابة المباراة، خاصة أنها شهدت حضوراً جماهيرياً محترماً رغم الظروف، وكانت تستحق تغطية تلفزيونية أفضل .

تعليق باهت ومباراة منقذة بأهداف

ولم ينجُ أداء المعلق الرياضي من مقصلة النقد، إذ وُصف تعليقه على المباراة بـ”الباهت والرتيب”، بل إن بعض المتابعين رأوا فيه عاملاً إضافياً في تعزيز الملل الذي طبع أجزاء كبيرة من المواجهة، والتي افتقرت للإيقاع والندية. 

ولولا هدفي أشرف حكيمي وأيوب الكعبي، لربما أصبحت هذه المباراة مثالاً يُضرب به في الرداءة، رغم مشاركة نجوم بارزين في صفوف “أسود الأطلس”.

ما حدث في مباراة المغرب وتونس مؤشر مقلق يستدعي اعادة النظر في تدبير التظاهرات الرياضية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *