برأي عدد من المراقبين، فإن حزب العدالة والتنمية يعيش على إيقاع تراجع متواصل منذ الانتخابات التشريعية السابقة، و قد يستعيد بعض المقاعد لكنه لن يكون بوسعه الظفر بعدد كبير من المقاعد كما في محطتي 2016 و2021، بفعل تآكل منسوب الثقة..
يعقد حزب العدالة والتنمية، ابتداء من أواخر الأسبوع المقبل، سلسلة من مؤتمراته الجهوية في إطار استكمال استحقاقاته التنظيمية، في أفق التحضير المبكر للمحطات الانتخابية الوطنية المزمع تنظيمها خلال السنة المقبلة.
وتنظم الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة، مؤتمرها الجهوي السابع يوم السبت 14 يونيو 2025 بتأطير
من الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، في أول حضور جهوي له بالمنطقة منذ بداية الولاية التنظيمية الحالية.
كما أعلنت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية الرباط سلا القنيطرة، أنها ستنظم مؤتمرها الجهوي يوم الأحد 15 يونيو المقبل، بالمقر المركزي بالرباط برئاسة الأمين العام للحزب.
و ينظم الحزب مؤتمره الجهوي بمدينة العيون، الأحد 15 يونيو 2025، برئاسة النائب الثاني للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد العزيز عماري.
ويراهن الحزب على تقوية تنظيماته الجهوية في أفق ضمان تماسك صفوفه والتوجه بدون “مشاكل” نحو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بطموح استعادة بعض التوازن بعد نكسة 2021 التي هوى فيها الحزب إلى ذيل الأحزاب الممثلة في البرلمان بـ13 مقعدا نيابيا فقط.
ويراهن عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للحزب، الذي تم انتخابه في نهاية شهر أبريل الماضي خلال المؤتمر الوطني التاسع المنعقد بمدينة بوزنيقة، على الانتخابات المقبلة لتمكين الحزب من استعادة بعض قوته لتعزيز الثقة التي وضعها فيه أعضاء الحزب الذين جددوا فيه الثقة على رأس الحزب، وهو رهان صعب في سياق سياسي وطني تعززت فيه منسوب الثقة في حزب التجمع الوطني للأحرار القائد للتحالف الحكومي، الذي خرج منتصرا في الاستحقاقات الجزئية التي نظمت في فترات مختلفة، إضافة إلى حليفيه في الحكومة “الاستقلال” و” البام”، اللذين حصدا أيضا عددا من المقاعد الانتخابية خلال الاستحقاقات الجماعية والجزئية التي جرت في فترات سابقة.
وبرأي عدد من المراقبين، فإن الحزب يعيش على إيقاع تراجع متواصل منذ الانتخابات التشريعية السابقة، و قد يستعيد بعض المقاعد لكنه لن يكون بوسعه الظفر بعدد كبير من المقاعد كما في محطتي 2016 و2021، بفعل تآكل منسوب الثقة بعد تدبيره للشأن الحكومي لمدة عقد من الزمن راكم فيها أخطاء عديدة، دفعت الناخبين إلى معاقبته في الانتخابات التشريعية لسنة 2021.
وفقد الحزب الكثير من الزخم بعد نكسة 2021، ومغادرة العديد من قياداته السابقة للتنظيم، ما جعله يفقد وزنه السياسي والانتخابي، ولن يغير انتخاب ابن كيران على رأس الحزب الشيئ الكثير من واقع الحزب الذي تحول إلى مجرد رقم عادي في المشهد الحزبي الوطني. وأقصى ما تتمناه القيادة الحالية للحزب هو استرجاع بعض المقاعد يخول للحزب تكوين فريق نيابي بالنسبة للولاية التشريعية المقبلة.
ولم يُسعف الضعف العددي للمجموعة النبايبة للحزب في رفع أداء الحزب في المعارضة التي عانت من الوهن والتراجع والتشتت، كان من أبرز تجلياته الفشل في تشكيل لجنة للتقصي في دعم استيراد المواشي، والفشل الذريع في تقديم ملتمس الرقابة.