يبدو أن لعنة توقيع سعد الدين العثماني الأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، على وثيقة التطبيع مع إسرائيل، ستظل تطارده وحزبه إلى ما لا نهاية.

إدريس لكبيش le12.ma

يبدو أن لعنة توقيع سعد الدين العثماني الأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، على وثيقة التطبيع مع إسرائيل، ستظل تطارده وحزبه إلى ما لا نهاية.

ذلك ما يؤكد الموقف العصيب الذي عاشه العثماني اليوم الأربعاء في كلية تطوان، بعدما تم طرده من طرف طلبة الكلية، حيث جرى تهريبه، من وسط عاصفة غضب طلابي، رفض حضوره إلى رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في تطوان.

معطيات جريدة “le12.ma”، ذكرت أن فصيلا طلابيا داخل اتحاد طلبة المغرب، سبق أن أعلن عن عدم ترحيبه بسعد الدين العثماني في الكلية.

وأشارت المعطيات ذاتها، أن الفصيل الطلابي المذكور علّق منشورات داخل أروقة الكلية ومنها القاعة التي كانت ستستقبل ندوة العثماني، تتضمن صورا لزعيم العدالة والتنمية السابق عليها خطين باللون الأحمر كتعبير عن عدم الترحيب به.

بيد أن العثماني والجهة المنظمة تورد ذات المعطيات، لم يثنيهما تلك الإشارات على إجراء أي تعديل في برنامج ندوة كلية الآداب.

وفي تفاصيل الحادث، عرفت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، صباح اليوم الأربعاء، حادثًا مثيرًا تمثل في طرد رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني من قبل عدد من الطلبة، الذين منعوه من إلقاء محاضرة مبرمجة ضمن نشاط ثقافي داخل الكلية، بدعوى تورطه في ما اعتبروه “التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

ورفع الطلبة المحتجون، المنتمون إلى صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، شعارات قوية أبرزها: “فلسطين قضية ماشي حملة انتخابية”.

كما قام بعض الطلبة بالتجمهر أمام سيارة العثماني ومنعها من التقدم داخل الحرم الجامعي، مما اضطر المنظمين إلى نقل الندوة إلى قاعة خاصة خارج فضاء الكلية.

الندوة كانت مخصصة لتقديم وتوقيع كتاب العثماني الجديد “الاكتئاب… نحو معرفة أعمق وتعامل أفضل”، نُظمت من قبل منشورات الخيام ومكتبة ألكاراس، غير أن الأجواء المشحونة حالت دون تنفيذ البرنامج في مكانه الأصلي.

وفي بيان صادر عن فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عبّر الطلبة عن رفضهم “إقحام رموز مطبّعة مع الاحتلال الصهيوني في الفضاء الجامعي”، موجهين انتقادات حادة للعثماني بسبب توقيعه على اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل سنة 2020 حين كان رئيسًا للحكومة.

كما أشار البيان إلى جملة من الأسباب التي اعتُبرت دافعًا للاحتجاج، ولعل من بينها ، اتهام حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه العثماني، بتوقيع بيان الأغلبية سنة 2017 الذي وصف حراك الريف بـ”الانفصالي”.

وذكر بيان اتحاد طلبة المغرب، بما وصفوه بـ”تورط الحزب وحركته الدعوية” في أحداث عنف جامعية خلال التسعينيات، من بينها حادثة اغتيال الطالبين المعطي بوملي وآيت الجيد بنعيسى.

وانتقد بيان الطلبة، السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي اعتُمدت خلال ولاية العثماني، والتي وُصفت بأنها “تصفوية وطبقية”.

ورغم الأجواء المتوثرة، لم يصدر إلى حدود الساعة أي توضيح أو رد رسمي من قبل سعد الدين العثماني أو المنظمين بشأن تفاصيل الحادث أو دوافع نقل الندوة إلى مكان آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *