يسعى المغرب من خلال استضافة “مونديال 2030” بصفة مشتركة مع اسبانيا والبرتغال ، إلى ترسيخ قوته الناعمة وتكريس صورته باعتباره بلد “الأمن والأمان والتعايش السلمي”، وفق تقرير لمعهد إلكانو الإسباني نُشر أمس الاثنين 26 ماي 2025.

 

جمال بورفيسي

وأكد التقرير أن تنظيم المغرب لمونديال 2030 “يندرج ضمن استراتيجية تروم ترسيخ القوة الناعمة المغربية، وتهدف إلى تعزيز صورة المغرب كدولة حديثة وصاعدة اقتصاديا”، معتبرا أن هذا الطموح لا يقتصر على تحقيق هذا الهدف، بل يتعداه إلى تحفيز التنمية الاقتصادية من خلال إقامة مشاريع البنية التحتية و تعزيز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء .

وأشار التقرير إلى أن “ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 يأتي في إطار سياسة خارجية متجددة ترتكز على التحالف مع الغرب، لكن مع تنويع التحالفات وتعزيز التواجد في افريقيا”، مبرزا أن “المغرب عزز تحالفاته مع روسيا وتركيا والصين، مع الحفاظ على علاقاته التقليدية مع الغرب والعالم العربي.

وتميز العقد الأخير من حكم جلالة الملك محمد السادس بتوجه افريقي متجدد وحازم، من أبرز معالمه عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017، بالتزامن مع تعزيز العلاقات مع البلدان الافريقية.

وحسب التقرير، فإنه منذ 1980، سحبت 20 دولة إفريقية اعترافها بـ”بوليساريو”، كما أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في تحالف الساحل (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، أعربوا يوم 28 أبريل 2025، عن دعمهم للمبادرة الأطلسية للملك محمد السادس، الرامية لتسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي بالنسبة لهذه الدول عبر الموانئ المغربية.

وأوضح أن “السلطات المغربية تدرك جيدًا أهمية الصورة الدولية للبلاد، وتسعى لتعزيزها كدولة قادرة على تنظيم أحداث كبرى.

وبالتالي، تأتي استضافة هذه التظاهرة الرياضية العالمية ضمن هذه الاستراتيجية، مستفيدةً من النجاح الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم 2022، الذي حاز على دعم جماهيري كبير”.

واعتبر التقرير أن “بطولة كأس العالم قد تكون بمثابة حفل تقديم للمغرب كدولة صاعدة في القرن الحادي والعشرين، على غرار ما حدث لإسبانيا مع أولمبياد 1992”.

في سياق متصل، اعتبر المعهد المغربي لتحليل السياسات، في تقرير قدمه في شهر فبراير الماضي، أنه من وجهة نظر جيوسياسية، سيعزز المغرب قوته الناعمة، من خلال تنظيمه لمونديال 2030 ،ما من شأنه أن يؤثر إيجابًا على صورة المغرب دوليا، ويقوي موقفه الديبلوماسي.

وقال المعهد إن استضافة المغرب لكأس العالم 2030 بصفة مشتركة مع إسبانيا والبرتغال يعد تحديًا ماليًا كبيرًا وفرصة اقتصادية هامة للمغرب.

وأشار إلى أن التكلفة الإجمالية لتنظيم كأس العالم ستتراوح بين 15 و20 مليار دولار موزعة على الدول الثلاثة المستضيفة، مرجحا أن تتراوح حصة المغرب من هذه الميزانية بين 5 و6 مليارات دولار (ما يعادل 50-60 مليار درهم) .

وأكد تقرير المعهد على أن تنظيم كأس العالم 2030، سيوفر فرصا اقتصاديًة هامة للمغرب، خاصة على مستوى تحديث بنيته التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتسريع استراتيجية النمو الشاملة للبلاد، بالإضافة إلى زيادة النشاط في سوق الأسهم، وخاصة في قطاعات مثل البناء والسياحة، والبنوك والاتصالات، والكهرباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *