أسلم في هذه الليلة من ليالي أيام القرب إلى الله الأستاذ الجليل والمؤرخ الأديب، عبد الحق المريني، الناطق الرسمي السابق بإسم القصر الملكي وخادم العرش الوفي، الروح إلى بارئها وهو على هدى من الله.
جريدة le12.ma
بقلب ملؤه الإيمان ولسان ذاكر بإسم الواحد الجبار، أسلم الأستاذ الجليل والمؤرخ الأديب، وخادم العرش الوفي عبد الحق المريني، الروح إلى بارئها وهو على هدى من الله.
وبرحيل عبد الحق المريني، الذي عمل على عهد جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، وعلى عهد جلالة الملك محمد السادس اطال الله عمره، مؤرخا للمملكة، وناطقا رسميا باسم القصر الملكي، يكون المغرب قد فقد عالما فذا، ورجل دولة وهب حياته في خدمة الوطن والعرش.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم الزميل محمد سليكي، أصالة عن نفسه ونيابة عن أفراد طاقم الجريدة الإلكترونية، “le12.ma”، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة المريني، في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله معه، سائلين العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع النبئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إنه سميع مجيب وبالاستجابة جدير، ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.
عبد الحق المريني ..سيرة ذاتية بطلها إنسان
ازداد عبد الحق المريني٬ بالرباط سنة 1934 .
وعبد الحق المريني حاصل على دكتوراه في الآداب من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس سنة 1989، في موضوع (شعر الجهاد في الأدب المغربي)٬ (نشرت سنة 1997)٬ وقبل ذلك على دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العليا العربية الإسلامية (ستراسبورغ)٬ وشهادة دكتوراه من المعهد نفسه سنة 1973، وكان حصل سنة 1962 على الإجازة في الآداب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط٬ وقبل ذلك على دبلوم من معهد الدراسات العليا المغربية سنة 1960 .
وسبق للمريني٬ الذي حاز سنة 1997 على (جائزة عبد الله كنون)٬ أن عمل٬ ما بين 1960 و1964، أستاذا لمواد اللغة العربية بثانوية ابن ياسين بالمحمدية وثانوية الحسن الثاني بالرباط٬ وأستاذا لمواد التربية الوطنية بالمعهد الملكي للشبيبة والرياضة٬ قبل أن يشغل منصب رئيس ديوان نائب كاتب الدولة في التعليم التقني وتكوين الأطر (1964-1965).
وفي سنة 1965 التحق بمديرية البروتوكول الملكي٬ ليكلف بعد ذلك بمهمة بوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة سنة 1972، قبل أن يعينه جلالة المغفور له الحسن الثاني في 16 يوليوز 1998، مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة٬ ويعينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دجنبر 2010 مؤرخا للمملكة.
نشر المريني٬ العضو باتحاد كتاب المغرب٬ العديد من المؤلفات منها، (الجيش المغربي عبر التاريخ)٬ الذي طبع بالرباط سنتي 1968 و1997، وحصل على جائزة المغرب لسنة 1968، قبل أن يترجم إلى الفرنسية سنة 2000، تحت عنوان (الجيش المغربي عبر التاريخ).
كما نشر ديوان “الحسنيات” في ثلاثة أجزاء (1975 ـ 1979 – 1983)، وعددا من المؤلفات منها “قال جلالة الملك الحسن الثاني”، في جزأين (1977 ـ 1983)، و”مجموعة الخطب الملكية والرسائل المولوية والأوامر اليومية الموجهة إلى وحدات القوات المسلحة الملكية” في جزأين (1978 ـ 1989)، و”جلالة الملك الحسن الثاني الإنسان والملك” (1985)، و”محمد الخامس دراسات وشهادات” (1988)، و”دليل المرأة المغربية” في جزأين (1993 ـ 2000)، و(مدخل إلى طريق المغرب الحديث) (1996)، و(الشاي في الأدب المغربي) (1999).
ولعبد الحق المريني عدة مساهمات أدبية وتاريخية ألقاها في مختلف الندوات الوطنية ونشرها بمختلف المجلات المغربية