وصف عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق للحزب، والذي كان من أبرز من دافعوا عن تجميد عضوية المهاجري، قرار عودته بـ”الإيجابي”، مضيفًا في تصريح صحفي: “هذا شغل القيادة”.

جمال بورفيسي

شرعت الأحزاب السياسية، في وقت مبكر، في منح “التزكيات الانتخابية” لأعضائها ومناضليها، استعدادًا للانتخابات المقبلة. وكشفت مصادر متطابقة لموقع le12.ma أن عددًا من الأحزاب بدأت فعليًا في تثبيت المرشحين الأوفر حظًا للظفر بمقاعد انتخابية في استحقاقات يُتوقّع أن تكون من بين “الأكثر سخونة” في تاريخ الانتخابات بالمغرب، في ظل منافسة شرسة داخل التحالف الحكومي، بينما يسود التردد بخصوص تزكية مرشحين فقدوا بريقهم الشعبي أو حصلوا على نتائج “مهزوزة” في الاستحقاقات السابقة.

وانخرطت قيادات الأحزاب الكبرى في حملة استقطاب واسعة لأعيان ومرشحين وُصفوا بـ”الكائنات الانتخابية”، لضمان حصد مقاعد برلمانية تتيح تصدر المشهد الانتخابي المقبل. المعيار الوحيد الذي يحكم هذه العمليات، بحسب المصادر، هو “القدرة على الفوز”، وهو ما يفسّر تركيز الأحزاب على استقطاب ذوي النفوذ المحلي والشعبية الانتخابية.

وفي سياق حسابات انتخابية صرفة، أعلن أمس السبت عن عودة هشام المهاجري إلى المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد غياب دام أكثر من سنتين، على خلفية انتقاداته للحكومة وتجميد عضويته بسبب ما اعتُبر “عدم انضباط”. وتأتي هذه العودة لتعزيز حظوظ الحزب في نيل مقاعد برلمانية، بالنظر إلى ما يوصف بـ”النجاح المضمون” للمهاجري في دائرته، حيث اعتاد التفوق بفارق مريح من الأصوات.

واستقبل المهاجري قرار عودته بارتياح، مؤكدًا في تصريح أدلى به بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب، أمس السبت بسلا، أن هذه العودة “ليست مشروطة بتخفيف حدة معارضته للحكومة”، معتبراً أن هذا يعكس تمسّك الحزب بقيم الديمقراطية، حسب تعبيره.

وأضاف: “بوصفي ممثلًا للمغاربة داخل مجلس النواب، أؤمن بأن تمثيلي يقتضي الدفاع عن جميع المواطنين، بما فيهم الأقلية التي لم تُحل مشاكلها بعد. وزراؤنا في الحكومة يتحملون مسؤولياتهم، وأنا بدوري أتحمل مسؤوليتي في التعبير عن قضايا المواطنين ومراقبة تنفيذ السياسات العمومية”.

وربط المهاجري الانضباط الحزبي بـ”الالتزام بالتصويت على القوانين والمشاريع”، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه “غير مستعد للتنازل عن دوره الرقابي، لأنه حق يكفله الدستور لجميع المواطنين، فكيف بمن يمثلهم في البرلمان؟”.

وكانت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة العامة للقيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، قد أعلنت في افتتاح الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة أمس السبت بسلا، عن انضمام عضوين جديدين إلى المكتب السياسي للحزب، هما هشام المهاجري وعادل بيطار.

يُذكر أن المهاجري سبق أن قدّم استقالته من رئاسة لجنة الداخلية بمجلس النواب في نونبر 2022، بعد قرار تجميد عضويته في المكتب السياسي.

وفي السياق ذاته، وصف عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق للحزب، والذي كان من أبرز من دافعوا عن تجميد عضوية المهاجري، قرار عودته بـ”الإيجابي”، مضيفًا في تصريح صحفي: “هذا شغل القيادة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *