بنبرة سياسية تستحضر أجندة الانتخابات، أعلن بنسعيد موقف حزب “البام” من الأغلبية الحكومية، وماهية حكومة المونديال، وكذا الحسابات الإنتخابية.
جواد مكرم- le12.ma
أكد محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، موقف حزبه من عدد من القضايا الوطنية، في كلمة ألقاها خلال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للحزب، التي انعقدت يوم السبت بمدينة سلا.
وتطرق بنسعيد في كلمته إلى عدد من المحاور، من بينها انسجام مكونات الأغلبية الحكومية، والاستحقاقات الانتخابية المقبلة، و”حكومة المونديال”.
وقال بنسعيد: “نؤكد هنا أن مكونات الأغلبية الحكومية منسجمة فيما بينها، التزاماً بمضامين ميثاق الأغلبية، وبما يخدم الصالح العام”. وأضاف: “ومع ذلك، فإن هذا الانسجام لا يلغي إمكانية وجود اختلافات في الرؤى أو المواقف، باعتبارها ظاهرة طبيعية وصحية في أي عمل جماعي ديمقراطي، ما دامت لا تمس بجوهر الالتزام بالبرنامج الحكومي، ولا بالأهداف المشتركة، ولا بقيم ومبادئ حزبنا وروح التأسيس التي نتمسك بها باستمرار”.
وتابع: “إن القيم التي ندافع عنها لا يمكن أن تتحقق فقط عبر عمل الوزراء؛ فرؤساء الجهات هم مرآة الحزب على مستوى الجهة، ورؤساء الجماعات هم مرآته على مستوى الإقليم، وكل مناضل بدوره يُجسد صورة الحزب داخل أسرته ومحيطه وأصدقائه”.
وشدد بنسعيد على أن هذه المبادئ “ينبغي أن تنعكس في البرامج الجهوية والإقليمية، وكذلك في تعاملنا اليومي مع المواطنين، لأن سياسة القرب هي أكثر ما يعني المواطن. إما أن تجعله يثق فيك، وبالتالي في الحزب، أو أن ينفر منك ومن الحزب معًا”.
حسابات الانتخابات
وفي ما يتعلق بالانتخابات، قال بنسعيد: “صحيح أن المنطق الانتخابي جزء أساسي من عمل أي حزب سياسي، لكن الهدف اليوم يجب أن يكون الإنسان، ومدى مساهمته في التنمية الاقتصادية لبلادنا، التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الـ25 سنة الماضية”.
وأورد بلغة الأرقام: “كان الناتج الداخلي الخام قبل 25 سنة في حدود 45 مليار دولار، واليوم تجاوز 150 مليار دولار، بفضل بنية اقتصادية قوية، وتحولات كبرى على مستوى البنيات التحتية، ومجهود الدولة في مجالات التعليم، الصحة، التشغيل، الصناعة، التكنولوجيات الحديثة وغيرها من القطاعات التي تشكل دعائم المنظومة الاقتصادية لبلادنا”.
وأضاف: “وإذا كنا اليوم نتحدث عن فلسفة جديدة لهذه المنظومة، فإننا نواجه تحديات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والصناعات الثقافية والإبداعية، والرقمنة، ومجالات أخرى ستشكل ركائز أساسية لتطور اقتصادنا ما بعد 2030”.
“حكومة المونديال”
أما بخصوص “حكومة المونديال”، فأوضح بنسعيد: “حين تحدثنا عن حكومة المونديال، لم نكن نقصد التنافس الرياضي، بل ربطنا تنظيم بلادنا لمونديال 2030 بتنمية اقتصادية شاملة، تضع الإنسان في قلب أولوياتها، من خلال خلق فرص الشغل، وتطوير النسيج المقاولاتي، والاعتماد على اقتصاديات جديدة، والانفتاح الأوسع على العالم”.
مصالح ضيقة
وختم بنسعيد كلمته بالقول: “إن ما عرفه المغرب من تطور اجتماعي، خاصة من خلال تنزيل مشاريع التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وما بلغته بلادنا من مستويات متقدمة في عدد من المجالات، يُحتم علينا كهيئة سياسية مواصلة الاشتغال بكل جدية ومسؤولية من أجل تنزيل باقي المشاريع المجتمعية ذات الأثر المباشر على المواطنين، بعيدًا عن منطق الحسابات السياسية أو المصالح الانتخابية الضيقة”.