كتب عبد العزيز بلبودالي، الصحفي ومؤلف كتاب أحمد فرس..سيرة حياة ، “نقل مول الكرة أحمد فرس على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات بالدار البيضاء ..”.

محمد نبيل -le12

جرى صباح اليوم الجمعة، نقل الأسطورة المغربي في كرة القدم أحمد فرس، على وجه السرعة من مسكنه في المحمدية إلى إحدى مصحات الدار البيضاء. 

وكتب عبد العزيز بلبودالي، الصحفي ومؤلف كتاب أحمد فرس.. سيرة حياة ، “نقل مول الكرة أحمد فرس على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات بالدار البيضاء ..”.

وأضاف في تدوينة له مرفقة بصور نقل فرس إلى إحدى المصحات، “لحظات مؤثرة عشتها وأنا أعانق وأقبل رأس سيدي أحمد..دعواتكم بالشفاء لمول الكرة”.

في زمن كانت فيه الكرة المغربية تبحث عن هوية وتاريخ، خرج من مدينة المحمدية فتى هادئ، لا يُكثر الكلام، لكن أقدامه كانت تنطق على المستطيل الأخضر بلغة المجد. إنه أحمد فرس، أول من منح المغرب كرة ذهبية، وأول من نقشه اسمه في ذاكرة الكرة الإفريقية والعربية.

البداية من “الفضالة”

وُلد أحمد فرس في مدينة المحمدية سنة 1945، حين كانت المدينة تُعرف باسم “الفضالة”. بدأ مشواره الكروي مبكرًا مع نادي شباب المحمدية، الفريق الذي بقي وفياً له طوال مسيرته، رغم العروض المغرية من أندية عربية وأوروبية.

فرس لم يكن مجرد هداف، بل كان قائدًا بالفطرة، يلعب بعين العقل وقلب المقاتل، ويمتاز بتسديدات قوية، وتحركات ذكية، وأخلاق عالية جعلته محبوب الجماهير وزملائه.

قائد “الأسود” في زمن الشجاعة

انضم فرس للمنتخب الوطني المغربي مطلع السبعينات، وشارك في عدة استحقاقات قارّية ودولية، أبرزها:

كأس العالم 1970 بالمكسيك: أول ظهور للمغرب في المونديال.

كأس إفريقيا للأمم 1976 بإثيوبيا: حيث قاد “الأسود” إلى التتويج التاريخي الوحيد بالبطولة، وسجّل خلالها أهدافًا حاسمة.

كان فرس حينها رمزًا لجيل ذهبي، يضم علال، بابا، حمان، التازي وغيرهم. وبقي اسمه لصيقًا بالمنتخب لسنوات، محققًا 36 هدفًا دوليًا في 94 مباراة، وهو رقم قياسي صمد لعقود.

الكرة الذهبية الإفريقية

في عام 1975، كتب فرس اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الإفريقية، حين تُوّج بجائزة أفضل لاعب إفريقي من مجلة فرانس فوتبول.

هو أول مغربي، وما يزال من القلة الذين حصلوا على هذا الشرف، ليصبح أحد رموز القارة الكروية.

وفاء نادر

أحمد فرس لم يلعب إلا لنادٍ واحد: شباب المحمدية، وهو رمز نادر للوفاء في عالم الكرة. قاد الفريق للصعود والتتويج بالكأس سنة 1972، وظل يُمثّل قدوة للاعب المحلي المتألق والمخلص.

بعد الاعتزال

بعد اعتزاله في نهاية السبعينات، لم ينسه المغاربة، وإن ابتعد عن الأضواء. تم تكريمه في مناسبات وطنية عديدة، وكان أول مغربي يدخل قاعة مشاهير الكرة الإفريقية التي أحدثها الاتحاد الإفريقي (CAF).

في 2006، تم تصنيفه ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا إفريقيًا في القرن العشرين من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء.

في الذاكرة

أحمد فرس ليس مجرد لاعب كرة؛ بل رمز لزمن نقيّ في الرياضة، حيث كانت الموهبة والالتزام يكفيان لصنع المجد. رجل اختار أن يترك كل شيء خلفه من أجل شغف حمل قميص الوطن، ومن أجل المحمدية، المدينة التي أنجبته وأحبها كما أحبته الجماهير المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *