حقائق جديدة تلك التي كشف عنها عبّد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي في مجلس النواب، حول مخطط كل من العدالة والتنمية والحركة الشعبية، السطو على مبادرة ملتمس الرقابة.
الرباط – جمال بورفيسي
خلال استضافته في برنامج نقطة إلى السطر على القناة الأولى، مساء الثلاثاء، اتهم شهيد “البيجيدي” بمحاولة “السطو” على مبادرة تقديم الملتمس، رغم أن الحزب لم يكن من بادر بها، بل التحق بها في “اللحظات الأخيرة”.
وقال شهيد بسخرية لاذعة: “العدالة والتنمية التحق بالمبادرة بـ‘الأوطوستوب‘، وفي اليوم الموالي أراد أن يكون هو السائق”.
وأضاف أن الحزب لا يتوفر سوى على 13 نائبًا برلمانيًا، ورغم ذلك أصرّ على تقديم الملتمس، بل وابتكر ـ على حد تعبيره ـ “فكرة القرعة” لتحديد الجهة التي ستتولى تقديمه، مشيرًا بنبرة تهكم إلى أن “القرعة تُجرى في الحج، لكن يبدو أن الأمور اختلطت على البيجيدي”.
واعتبر شهيد أن العدالة والتنمية يعاني من “حالة نفسية” تنعكس على خطابه ومواقفه، مؤكّدًا أن الحزب لا يزال يعيش في وهم المرحلة السابقة لسنة 2021، ويتصرف وكأنه الحزب الأغلبي، متناسيًا أن الانتخابات الأخيرة أطاحت به إلى ذيل الأحزاب الممثلة في البرلمان.
وقال شهيد إن “زعيم الحزب عبد الإله بنكيران لا يزال غير مقتنع بأنه مسؤول عن فشل تشكيل الحكومة سنة 2016، ويتنصل من مسؤولية البلوكاج الذي تسبب في ذلك الفشل”.
وفي رده على اتهامات الحزب بأن الاتحاد الاشتراكي أبرم صفقة للانسحاب من الملتمس، قال شهيد: “هذا كذب. في البداية رفضوا المبادرة وقالوا إنها مؤامرة، واليوم يتحدثون عن صفقة!”.
كما اعتبر أن الاتهامات المتكررة بشأن وجود تنسيق بين الاتحاد الاشتراكي وحزب التجمع الوطني للأحرار “أسطوانة مشروخة يرددها البيجيدي”، مضيفًا: “الحزب فقد بوصلته ولم يعد لقيادته ما تقول بعد فشل الملتمس، وهو ما يفسر حملتهم المسعورة ضد الاتحاد”.
وبخصوص إصرار محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، على تقديم ملتمس الرقابة، أوضح شهيد أن “تقديم الملتمس فقط لأنك أمين عام حزب أمر غير مقبول، لأن هذه الصفة لا وجود لها في النظام الداخلي للبرلمان”.
في المقابل، رد عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، على تصريحات شهيد عبر تدوينة في صفحته الرسمية على “فايسبوك”، قائلاً إنه تابع “بذهول شديد” تلك التصريحات التي وصفها بأنها مليئة بـ”الإساءة، والافتراء، والهرطقة، والكذب”، حسب تعبيره.
وذهب بوانو إلى حدّ اتهام القناة الأولى بـ”وضع نفسها في موضع شبهة خرق قوانين الاتصال السمعي البصري”، عبر استضافتها لرئيس الفريق الاشتراكي للرد على ندوة صحفية نظمها حزب العدالة والتنمية، معتبراً أن البرنامج أصبح، بحسبه، “رهن إشارة حزب سياسي للرد على حزب آخر”.
يُذكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي ردّ بدوره على الاتهامات الموجهة إليه من خلال افتتاحية رسالة الاتحاد، التي نُشرت على موقعه الرسمي، ونددت بما اعتبرته “تشنيجًا” في خطاب العدالة والتنمية، و”محاولة السطو المؤسساتي” على مبادرة لم يكن الحزب الإسلامي صاحبها.
وجاء في الافتتاحية أن “قيادة البيجيدي تصرفت وكأنها صاحبة المبادرة، في حين أن الحزب الذي تعرض لمحاولة سطو هو الاتحاد الاشتراكي، الذي يُستهدف اليوم بالتشهير والتنمر والقذف”.
وشددت رسالة الاتحاد على أن “القرار المتعلق بالمبادرة أو تعليق النقاش حولها، هو قرار سيادي يعكس استقلالية الاتحاد الاشتراكي المعروفة والثابتة”.