في المحصلة، ستتجه الأضواء مجددًا نحو “رحيمي العين” لا “رحيمي الرجاء”، بينما يبقى السؤال الحقيقي عالقًا في أذهان الجماهير: إلى متى يستمر الرجاء في التفريط بمستقبله، لاعبًا بعد آخر؟.

جريدة le12.ma|Ia

مرة أخرى، يُفرّط نادي الرجاء البيضاوي في أحد أبرز منتوجات مدرسته الكروية، بعدما حسم نادي العين الإماراتي، رسميًا، صفقة التعاقد مع المهاجم المغربي الشاب حسين رحيمي (23 سنة) لثلاثة مواسم، ليجاور شقيقه الأكبر سفيان رحيمي، نجم الفريق الإماراتي وهدافه الأول، وواحد من أبرز المحترفين المغاربة في الخليج حاليًا.

الأمران لا يتعلقان فقط بصفقتي انتقال، بل بصورة صارخة لواقع نزيف المواهب الذي يعيشه نادي الرجاء، في وقت يُفترض أن يتم فيه الاستثمار في التكوين وخلق نواة صلبة للفريق الأول من خريجي مركز التكوين، بدل الاكتفاء بلعب دور “المموّن الصامت” للبطولات الخليجية.

اللافت في حالة الأخوين رحيمي، أنهما نتاج خالص لمدرسة الرجاء، وقد أظهرا سويًا أن النادي يمتلك من الإمكانات البشرية ما يكفي لصناعة نجوم قادرين على التألق في أعلى مستويات التنافس، بل وعلى حمل قميص المنتخب الوطني. غير أن الواقع المرير يكشف عجز الرجاء عن الاحتفاظ بعناصره الأساسية أو على الأقل تأمين مسار احترافي عقلاني يضمن له عائدًا رياضيًا وماديا ملموسًا.

ورغم أن انتقال حسين رحيمي قد يُعدّ خطوة مهمة لمساره الفردي، إلا أن دلالاته بالنسبة إلى الرجاء مقلقة؛ فبعدما اكتفى النادي بالفرجة على تألق سفيان رحيمي في دوري أبطال آسيا، وتسجيله لأهداف حاسمة ساهمت في تتويج العين باللقب، ها هو اليوم يسلّم موهبة جديدة على طبق من ذهب للفريق نفسه، دون أن يكون قد استفاد منها رياضيًا بالشكل الكافي.

لا شك أن الرجاء يمر بمرحلة دقيقة، تتطلب إعادة ترتيب البيت الداخلي، ماليًا وإداريًا، لكن ما لا يمكن تجاوزه هو الفشل البنيوي في تدبير ملف اللاعبين الشبان، وعدم ترجمة سياسة التكوين إلى نتائج ميدانية مستدامة. فليس من المعقول أن تتحول مدرسة الرجاء إلى جسر عبور سريع نحو الخليج، بدل أن تكون رافعة قوية لإعادة الفريق إلى أمجاده.

وإذا كانت الأخطاء السابقة قد تجد بعض التبرير في الفوضى التي سادت تسيير النادي، فإن التكرار المستمر للسيناريو نفسه مع مواهب من العيار الثقيل، كما هو الحال مع الأخوين رحيمي، يكشف عن غياب رؤية استراتيجية واضحة، أو ربما تخلياً طوعياً عن مشروع رياضي متكامل.

في المحصلة، ستتجه الأضواء مجددًا نحو “رحيمي العين” لا “رحيمي الرجاء”، بينما يبقى السؤال الحقيقي عالقًا في أذهان الجماهير: إلى متى يستمر الرجاء في التفريط بمستقبله، لاعبًا بعد آخر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *