الكل في سلا كان يتساءل: من يجرؤ على هذا التحدي الفاضح للسلطات؟ .

من هذا الذي يعيش بيننا وكأنه في مملكة خاصة به؟ .

“فيلا السبوعة” في سلا…ذاك المبنى الغامض الذي ظل شامخاً كأهرامات الجيزة، لا ندري إن كان متحفاً للفن العبثي، أم قصراً من قصور ألف ليلة، أم فيلم خيالي من سلسلة هاري بوتر،أم مجرد نكتة هندسية خرجت عن السيطرة ؟.

لعشرين سنة كاملة، ظلّ صاحبها يبني ويهدم ويزيّن ويزرع التماثيل كما يزرع المزارع البطاطس، غير عابئ بقانون، ولا خائف من قرار، وكأن الأرض وما عليها ملك يمينه. 

الكل في سلا كان يتساءل: من يجرؤ على هذا التحدي الفاضح للسلطات؟ .

من هذا الذي يعيش بيننا وكأنه في مملكة خاصة به؟ .

واليوم فقط، بعد عقدين من “غضّ البصر”، صحا الضمير الرسمي فجأة، وتحركت الجرافات دون سابق إعلان لهدم المبنى رغم رفض صاحبه. 

ويبقى السؤال: من الذي كان يحمي هذه الأعجوبة طوال عقدين ؟.

 من كان يضع لصاحبها الحصانة ؟ .

ومن الذي كان يفرش له الطريق بالاستثناءات؟.

محمد واموسي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *