خصّ ترامب السعودية بإشادة صادقة، متحدثًا عن تطور المملكة، وهو يعبر عن إعجابه بتحول الرياض إلى عاصمة عالمية للتقنية، واستضافتها للبطولات الكبرى، مثل كأس العالم 2034.
الرباط – رئاسة تحرير جريدة le12.ma
خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، الثلاثاء الماضي، والتي شكلت محطته الأولى ضمن جولته الخليجية الممتدة من 13 إلى 16 مايو، أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من على منصة المنتدى السعودي – الأميركي في الرياض، بتصريح غني بالدلالات والمعاني.
لقد قال ترامب: “السعودية الرائعة بُنيت بأيادٍ سعودية وبثقافةٍ عربية”.
كان الرئيس الأميركي يزن كلماته جيدًا، ولم يكن حديثه بروتوكوليًا أو مجرّد مجاملة.
إنه تصريح ينمّ عن احترام وتقدير للمملكة العربية السعودية، ليس فقط لوزنها في منطقة الخليج والعالم العربي، بل لدورها المتنامي على الساحة الدولية.
وقد أكد ذلك بقوله: “أنتم تريدون الاحترام وتستحقونه”.
اختيار السعودية كوجهة أولى لترامب خارج الولايات المتحدة وأوروبا، في إطار ولايته الرئاسية الثانية، لم يكن مصادفة.
فمكانة المملكة عالميًا كانت عاملًا حاسمًا في هذه الزيارة التي شدّت الأنظار.
الولايات المتحدة، تدرك الوزن السياسي والاقتصادي للمملكة، ولهذا وضعت تعزيز علاقاتها معها ضمن أولوياتها الخارجية. فواشنطن تسعى إلى بناء شراكة جديدة مع الرياض، تقوم على قاعدة “رابح-رابح”، في تبادل المصالح والمساهمة في تعزيز السلام والاستقرار العالمي.
وهو دور تنخرط فيه السعودية بفعالية، مستندة إلى قيم حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كمرتكزات أساسية في سياستها الخارجية.
الاحترام الأميركي للسعودية لا يرتبط فقط بالصفقات الضخمة في مجالات الاقتصاد والدفاع، كما يروّج البعض بطريقة سطحية.
لا بل، يجد أسسه من نجاح المملكة في بناء دولة قوية بمؤسساتها، واقتصاد متين بالاعتماد على سواعد بنات وأبناء الدولة وكذا الاستقلالية في سن سياساتها وشراكاتها..
ويظهر ذلك من خلال إعتماد المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وخاصة على عهد محمد بنسلمان آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير المُجدِّد ، مبدأ “الشراكة لا التبعية” أساسًا لتحالفاتها، حتى مع دول كبرى بحجم الولايات المتحدة.
السعودية اليوم، في مصاف الدول العظمى، دولة تتجدد دون أن تفرط في هويتها وثقافتها.
لقد فرضت المملكة العربية السعودية نفسها كقوة إقليمية ودولية بفضل جهود استثنائية بُذلت على مدى سنوات، مكّنتها من بناء اقتصاد متماسك في بلد واسع جغرافيًا، يشغل أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية بمساحة تتجاوز 2,250,000 كلم²، وسكان يشكلون ثروة بشرية متنامية.
وإلى جانب النمو السكاني والعمراني، تمتلك المملكة اقتصادًا سريع النمو يُعد من أقوى اقتصادات الشرق الأوسط، وتسعى عبر رؤيتها التنموية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، وتوسيع دور القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات، بهدف تقليص الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
السعودية اليوم هي صاحبة أعلى ناتج محلي في منطقة الخليج، وعضو فعال في مجموعة العشرين، وتتوفر على بنية تحتية قوية في مجالات الاتصالات والمواصلات داخليًا وخارجيًا.
كما تتميز المملكة بقطاعات اقتصادية متطورة في مجالات الصناعات النفطية، ومعالجة المياه، وتكنولوجيا المعلومات، والصحة، والتعليم، والزراعة، والبتروكيماويات، والخدمات المالية.
وقد بدأت مؤخرًا بالانفتاح على القطاع السياحي، مع التركيز على السياحة الدينية في مكة والمدينة، والسياحة الداخلية، والترفيه، بالإضافة إلى استهداف المهتمين بالتراث والتاريخ السعودي.
على المستوى الإقليمي، تعتمد السعودية سياسة ترتكز على دعم جوارها العربي والإسلامي، وتكريس قيم التكامل والتضامن في أبعاده الإنسانية والاجتماعية والروحية والاقتصادية.
كما تسهم، من خلال سياستها القائمة على الحوار وحسن الجوار، في جهود السلام وحل النزاعات، وهو ما يبرر الوساطات المتعددة التي قامت بها على المستوى الدولي.
وفي زيارته الثانية إلى الرياض، التي اختارها مجددًا كوجهة أولى في زياراته الخارجية من خارج أمريكا وأوروبا، حرص دونالد ترامب على التعبير عن تقديره للتحولات الإيجابية التي تشهدها المملكة، مخاطبًا قادتها باحترام وإعجاب، وهو يشاهد بأم عينه كيف ترسم المملكة مستقبلها بثبات وعزيمة.
وقد خصّ ترامب السعودية بإشادة صادقة – وليست مفتعلة كما في بعض زياراته الأخرى – متحدثًا عن التطور الاقتصادي في المملكة، ومشيدًا بتحول الرياض إلى عاصمة عالمية للتقنية، واستضافتها للبطولات الكبرى، مثل كأس العالم 2034.
ترامب دافع عن السعودية، ضد من يسيؤون فهم تحولاتها بدوافع مختلفة، عندما قال: “إنهم مخطئون”.
لقد كرست، زيارة ترامب للسعودية، من جديد، هيبة مملكة المجد والرفاه والسؤدد والسمو تحت ظلال سياسة خادم الحرمين الشريفين، وبقيادة عراب رؤية 2023، الأمير المجدد، محمد بنسلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية القوية.