لم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة، أن تظهر الأم السعدية والدة الأسطورة أشرف حكيمي، وسط فرحة إبنها بأي تتويج حققه. 

الكل يتذكر كيف، كانت إلى جانبه حتى خلال توقيعه عقد اللعب لفائدة نادي باريس سان جيرمان، وبعده في مونديال قطر، وغيرها الكثير .

بالأمس توج الدولي المغربي بطلا للدوري الفرنسي، لا بل وبلقب أفضل لاعب أفريقي في الدوري، فكانت الام السعدية أول مشاركات ابنها هذا التتويج من قبل ملعب حديقة الأمراء في باريس. 

جريدة le12 سبورت 

من شوارع خيتافي بضواحي مدريد، حيث وُلد لأبوين مغربيين، إلى أكبر ملاعب أوروبا حيث يُصنّف اليوم بين أفضل الأظهرة في العالم، شقّ أشرف حكيمي طريقه بإصرار جعل من اسمه مرادفًا للسرعة، الحسم، والفاعلية الهجومية والدفاعية.

في ليلة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، أثبت حكيمي من جديد أنه لاعب الحسم، بعدما ساهم في وصول باريس سان جيرمان إلى النهائي، رافعًا رصيده إلى 19 مساهمة تهديفية هذا الموسم، ليُعادل أفضل موسم تهديفي له سنة 2019-2020. 

بهذا الإنجاز، بات أول مدافع في تاريخ دوري الأبطال يشارك في 8 أهداف خلال نسخة واحدة، رقم لا يتحقق إلا من لاعب استثنائي.

رجل المباريات الكبيرة

قد يكون حكيمي أول مغربي يُتوّج بجائزة رجل المباراة في نصف نهائي دوري الأبطال، إنجاز فردي يُضاف إلى مسيرة تميّزت بالثبات في الأداء والتطور المستمر. وقد جاءت مساهمته الحاسمة في وقتٍ يبحث فيه الفريق الباريسي عن كتابة صفحة تاريخية بلقبه الأوروبي الأول.

الموهبة التي لم تُفهم في مدريد

من سخرية الأقدار أن حكيمي، الذي ترعرع في أكاديمية ريال مدريد وتدرّج في فئاته السنية، لم يُقنع الإدارة الفنية للنادي الملكي، رغم ظهوره المميز مع الفريق الأول في موسم 2017-2018. المنافسة مع كارفاخال وحسابات المدرب زيدان آنذاك، دفعته إلى مغادرة “بيته الأول” في صفقة نهائية نحو إنتر ميلان عام 2020.

اليوم، وبينما تراهن مدريد على فاسكيز، فران غارسيا وميندي، يلمع نجم حكيمي في باريس، بعد محطات ناجحة في بوروسيا دورتموند، حيث نضج فنيًا، ثم الإنتر حيث توّج بالدوري الإيطالي، قبل أن يتحول إلى ركيزة أساسية في مشروع باريس سان جيرمان.

الاحتراف في أعلى المستويات

أشرف حكيمي لا يُجيد فقط اللعب كظهير أيمن، بل أثبت قدرته على التكيّف مع أدوار متعددة، مثل الجناح أو الظهير الأيسر أحيانًا، وهي مرونة تكتيكية أكسبته ثقة أكبر المدربين، من توماس توخيل إلى سيموني إنزاغي، ومن كريستوف غالتييه إلى لويس إنريكي.

وقد عُرف بسرعته الخارقة، حيث سُجّلت له إحدى أعلى السرعات في دوري الأبطال، إضافة إلى دقة تمريراته الحاسمة، ومساهمته في بناء الهجمات والتحولات السريعة، مما يجعله أكثر من مجرد مدافع.

الركيزة الدولية

على الصعيد الدولي، يُعد حكيمي من أبرز نجوم الجيل الذهبي المغربي الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر. وهو يتمتع بشعبية جارفة في المغرب والعالم العربي، لما يجمعه من أداء رفيع وانتماء وطني صادق، تجلّى في لحظات مؤثرة كاحتفاله مع والدته أو تضامنه مع القضايا الإنسانية.

المعركة الأخيرة… نهائي الحلم

الآن، وعلى بعد مباراة واحدة من التتويج القاري، سيواجه حكيمي إنتر ميلان، ناديه السابق، في سيناريو لا يخلو من الرمزية. سيكون مطالبًا بقيادة باريس نحو مجد طال انتظاره، ليُكمل فصلًا جديدًا من قصة لاعب لم تؤمن به مدريد، فصار نجمًا في سماء أوروبا.

تصريح حكيمي بعد التأهل التاريخيّ 

نحن فخورون جدا بهذه المباراة. المدرب لويس إنريكي قام بعمل لا يُصدّق، ومنذ وصوله وهو يبني فريقًا قويًا”. يقول الأسطورة أشرف حكيمي.

وتابع في تصريح لها عقب التأهل التاريخي الى نهائي دوري ابطال أوروبا، “هذه اللحظة ثمرة تعب وجهد كبير، لم يؤمن بنا الكثيرون، لكننا اشتغلنا في صمت. نحن عائلة ونستحق نعيش هذه اللحظة”.

يذكر أن باريس سان جيرمان سيواجه إنتر ميلان في النهائي يوم السبت 31 ماي على الساعة 20:00 بتوقيت المغرب، وذلك على أرضية ملعب “أليانز أرينا” بميونخ.

وراء حكيمي الام السعدية 

خلف كل نجم قصة، وخلف كل قصة أم عظيمة. أشرف حكيمي لم ينسَ يومًا فضل والدته السعدية، التي وقفت بجانبه في أصعب اللحظات، ودعمته منذ خطواته الأولى في عالم الكرة. صورته الشهيرة وهو يهديها إنجازاته، ويقبل يدها وسط الأضواء العالمية، لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل عنوان وفاء وحب وفخر متبادل.

السعدية ليست فقط “أم نجم”، بل رمز لكل الأمهات اللائي يصنعن النجاح في صمت، ويكتبن مستقبل أبنائهن بالدعاء والتضحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *