السيدة إرتكبت خطأ جسيما كلف خزينة الوداد ما يزيد عن مليار و600 مليون سنتيم، والذي بمقتضاه اتخذ قرار الاستغاء عنها، بهذا الخصوص قدم الناصري وثيقة من “الفيفا”.

جمال بورفيسي – le12.ma

شهدت جلسة محاكمة سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، المتابع في ملف “إسكوبار الصحراء”، معطيات مثيرة كشف عنها دفاعه، خلال جلسة اليوم الجمعة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.

وأكد دفاع الناصري، المحامي امبارك المسكيني، أن الجلسة أظهرت معطيات توضح من كان يحرك خيوط القضية من وراء الستار. وأوضح أن موكله قدم إشهادًا مكتوبًا من طرف شخص أفاد بأنه تم الاتصال به من طرف شخص معيّن، ذكره الناصري بالاسم، حرّضه على الإدلاء بشهادة زور.

ونفى المسكيني، في تصريحات صحفية، أن يكون الشخص المعني له أي صلة بالمؤسسة الأمنية، موضحًا أن الأمر يتعلق بشخص أو شخصين تواصلا مع عدد من الشهود لإقناعهم بالإدلاء بمعطيات غير صحيحة، مقابل إغراءات مالية، حسب تعبيره.

وأضاف المحامي أن جلسة اليوم عرفت كذلك إثارة موضوع شقة بمدينة طنجة، قال الناصري في وقت سابق إنها في ملكيته، غير أن الحاج ابن إبراهيم، الملقب بـ”المالي”، صرّح بأنها تعود إليه. ليعود الناصري لاحقًا ويؤكد أنه لا يملك أي شقة في طنجة، موضحًا أن تصريحه السابق كان فقط لاختبار صدق “المالي”، وكشف تناقض أقواله.

وفي سياق استعراضه لبعض الأقوال المتناقضة، تساءل الدفاع عن كيفية تعيين شخص كان يشتغل ضمن صفوف القوات المساعدة، ولم يحل إلى التقاعد إلا سنة 2017، مديرًا للمركب الرياضي بنجلون منذ سنة 2011، بحسب ما ورد على لسان صهر سعيد الناصري (زوج شقيقته). واعتبر الدفاع أن الجمع بين الوظيفة الرسمية وإدارة المركب أمر غير منطقي.

كما أثير خلال الجلسة اسم سيدة زعمت أنها تعرضت للطرد من طرف الناصري سنة 2023، غير أن الأخير قدّم وثائق موقّعة من طرف إدارة الوداد تثبت أن المعنية بالأمر غادرت النادي سنة 2019، وهو ما أكده أيضًا المدير القانوني للنادي.

وأوضح الدفاع أن هذه السيدة ارتكبت خطأ جسيماً كبّد خزينة النادي خسائر تجاوزت مليارًا و600 مليون سنتيم، ما استدعى اتخاذ قرار بالاستغناء عنها. وفي هذا الصدد، قدّم الناصري وثيقة من “الفيفا” تشير إلى توصّلها بمراسلة من رئيس الوداد آنذاك تفيد بأن الموظفة المعنية لم تعد تشتغل بالنادي منذ 2019، بالإضافة إلى مراسلة مماثلة وُجّهت إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وتساءل دفاع الناصري: كيف تحولت هذه السيدة إلى شاهدة سنة 2023، مدعية أنها ظلت تشتغل بالنادي إلى غاية ذلك التاريخ، خلافًا لما تثبته الوثائق الرسمية؟

وفي جانب آخر من الجلسة، تم التطرق إلى قضية ست سيارات كانت مركونة بمقر النادي. وقد أقرّ سعيد الناصري بوجود السيارات في المركب، موضحًا أنها تعود لشخص كان على علاقة بالنادي، وطلب إذنًا مؤقتًا بركنها في فضاء المركب.

ونفى الناصري أن تكون تلك السيارات في ملكيته، مشيرًا إلى أن من صرّح بخلاف ذلك هم في الغالب حراس أمن أو أشخاص يشتغلون بالمركب. كما ذكر شاهد آخر أن السيارات كانت مركونة في فيلا يملكها الناصري.

وخلص دفاع الرئيس السابق للوداد إلى أن ملف المتابعة بُني على تصريحات لأشخاص يحملون عداوات شخصية تجاه موكله.

وقد قررت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تأجيل البت في القضية إلى يوم الجمعة 23 ماي الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *