بينما صنفت منظمة “مراسلون بلا حدود” حرية الصحافة في المغرب في مرتبة متقدمة على تونس والجزائر وغيرها، اعتبر وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن المغرب يُعد “نموذجاً في المنطقة فيما يخص حرية الإعلام”.
الرباط- جمال بورفيسي le12.ma
اعتبر وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، أن المغرب يُعد “نموذجاً في المنطقة فيما يخص حرية الإعلام”، مبرزاً الدور الجوهري الذي تلعبه حرية التعبير والإعلام في تعزيز ثقافة وممارسة حقوق الإنسان بالمملكة.
وأوضح الوزير، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، أن الوزارة تضطلع بدور محوري في وضع الإطارين القانوني والتنظيمي الكفيلين بضمان مناخ ملائم لممارسة حرية التعبير، واحترام حقوق الإنسان في مختلف جوانب الإعلام والاتصال.
وأكد أن دستور 2011 ينص صراحة على حماية حرية الفكر والرأي والتعبير بجميع أشكالها، وعلى ضمان حرية الصحافة دون إمكانية تقييدها بأي نوع من الرقابة القبلية. كما أشار إلى أن مدونة الصحافة والنشر، ومختلف النصوص القانونية المرتبطة بقطاع الإعلام، تستند إلى مرجعية أساسية قوامها ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، أوضح الوزير أن قانون الصحافة والنشر لسنة 2016 ألغى العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، واستعاض عنها بغرامات معتدلة، ما يعكس إرادة المشرّع في توفير الحماية القانونية للصحفيين أثناء مزاولتهم لمهنتهم.
وشدد بنسعيد على أن حرية التعبير والإعلام في المغرب حققت تقدماً ملحوظاً، رغم التحديات القائمة التي تستدعي مواصلة العمل لضمان بيئة أكثر حرية واستقلالية للممارسة الصحفية، بما يعزز حقوق الإنسان ويكرّس قيم الديمقراطية.
وأشار في هذا الإطار إلى أن المهنية تبقى عاملاً أساسياً في تفعيل هذه المبادئ، مشدداً على ضرورة التزام الصحفيين بالقوانين المنظمة للقطاع واحترام أخلاقيات المهنة لضمان نزاهة وموضوعية العمل الصحفي.
كما أكد الوزير أن الوزارة منخرطة في ورش إصلاح مدونة الصحافة والنشر، وفي جهود دعم استقلالية المؤسسات الإعلامية، وتكوين الصحفيين، ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، باعتبارها آليات لتعزيز دور الإعلام في حماية الحقوق والدفاع عنها.
ويُشار إلى أن المغرب حسّن تصنيفه في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، حيث ارتقى إلى المرتبة 120، متقدماً بتسع مراتب مقارنة مع تصنيف 2024 الذي احتل فيه المرتبة 129.
وقد تفوق المغرب على عدد من الدول العربية، من بينها الجزائر التي حلت في المرتبة 126، وتونس (129) التي شهدت تراجعاً كبيراً بـ11 مرتبة، مسجلة أكبر انخفاض على مستوى المؤشر الاقتصادي في المنطقة (ناقص 30 مرتبة).