أكد  وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، اليوم السبت، بمراكش، على أهمية الدعاء لولاة الأمور، مشيرا إلى أن ذكر محاسنهم واجب شرعي ودعامة للاستقرار، كما حذر من التفرق والتجريح في المذاهب الإسلامية التي لا تخالف النصوص الشرعية.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي احتضنه المجمع الإداري والثقافي محمد السادس للأوقاف والشؤون الإسلامية، بمراكش، اليوم السبت، والذي جمع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، برؤساء وأعضاء المجالس العلمية لجهة مراكش أسفي، وذلك بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووالي جهة مراكش أسفي، عامل عمالة مراكش، فريد شوراق.

وفي مستهل هذا اللقاء، أكد الوزير السعودي أن المملكة العربية السعودية، بقيادتها الرشيدة، تحمل رسالة عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتُقدّم للعالم نموذجًا إسلاميًا معتدلًا يرتكز على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هذه الرسالة تتجاوز الحدود لتخدم الإنسانية جمعاء وتسعى لنشر الخير والسلام العالمي.

ونوّه الوزير بالعناية الكبيرة التي توليها السعودية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، مبينًا أن الله تعالى شرف المملكة بخدمة هذه الأماكن المقدسة، وقد أدت دورها على أكمل وجه منذ تأسيسها، مؤكدًا أن خدمات ضيوف الرحمن تبدأ منذ لحظة دخولهم الأراضي السعودية، حيث ينعمون برعاية متكاملة تشمل الجوانب الصحية والأمنية والإرشادية، مما يُيسّر لهم أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.

كما أثنى على وعي الحجاج والمعتمرين القادمين من المملكة المغربية، والتزامهم بالتعليمات والإجراءات الرسمية، مما يعكس مستوى التحضر والمسؤولية لديهم، ويُبرز جهود العلماء والدعاة المغاربة في توجيه ضيوف الرحمن وإرشادهم.

وشدد الوزير على الدور الحيوي الذي يضطلع به العلماء في ترسيخ مبادئ الرحمة والعدل، وتعزيز وحدة الصف والاجتماع على ثوابت الدين، محذرًا من التفرق والتجريح في المذاهب الإسلامية التي لا تخالف النصوص الشرعية، داعيًا إلى الالتزام بالسيرة النبوية الصحيحة وتقديمها كقدوة في الدعوة والسلوك.

كما أكد الوزير على أهمية الدعاء لولاة الأمور، وغرس محبتهم في نفوس العامة، وذكر محاسنهم، وعدم السماح لأحد بالنيل منهم، موضحًا أن الطعن فيهم بابٌ للفوضى والانهيار، كما شهدت ذلك دول فقدت أمنها واستقرارها نتيجة هذه السلوكيات المرفوضة.

وفي سياق حديثه، حذّر الوزير من الجماعات المتطرفة التي تستغل الدين لتحقيق أجندات تخدم أعداء الإسلام، مشيرًا إلى أنهم ينحرفون عن المنهج القرآني الذي يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، ويعملون على تشويه صورة الدين، مؤكدًا أن على العلماء واجبًا شرعيًا في بيان خطر هذه الجماعات وانحرافها الفكري.

كما أشاد بالجهود المتواصلة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ في خدمة القرآن الكريم وطباعته ونشره، ودعم حفظته، وفق منهجية معتدلة تعكس قيم الإسلام النبيلة الداعية للتعايش والسلام، مشيرًا إلى أن هذه الجهود المباركة تمثل امتدادًا لنهج سعودي راسخ في خدمة الدين والإنسانية.

من جانبه، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، على التوافق التام في الرؤى بين علماء المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، ولا سيما في ما يخص الثوابت الدينية والاجتماعية والسياسية، مشيدًا بالفكر الوسطي المستنير الذي يحمله معالي الوزير آل الشيخ، وبدوره البارز في تعزيز مكانة العلماء والدعاة في معالجة القضايا الإسلامية المعاصرة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي إلى المملكة المغربية، تلبيةً لدعوة تلقاها من نظيره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مجالات الشأن الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *