تتزايد مخاوف “البيجيدي” من نكسة انتخابية ثانية قد تُكرّس تراجعه في المشهد الحزبي الوطني، في ظل استمرار هيمنة أحزاب التحالف الحكومي على الساحة السياسية، وتراجع شعبية الحزب بعد عشر سنوات من توليه مسؤولية تدبير الشأن العام.
*جمال بورفيسي
تُسابق قيادة حزب العدالة والتنمية الزمن من أجل الاستعداد المبكر للانتخابات التشريعية المرتقبة في 2026، في محاولة لتجاوز تداعيات الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الحزب في استحقاقات 2021، حين تراجع تمثيله النيابي إلى 13 مقعدًا فقط.
وتتزايد مخاوف “البيجيدي” من نكسة انتخابية ثانية قد تُكرّس تراجعه في المشهد الحزبي الوطني، في ظل استمرار هيمنة أحزاب التحالف الحكومي على الساحة السياسية، وتراجع شعبية الحزب بعد عشر سنوات من توليه مسؤولية تدبير الشأن العام.
وفي مقابل مساعي العدالة والتنمية لترميم موقعه السياسي، تواصل الحكومة الحالية تنفيذ مشاريعها الإصلاحية، وفاءً لالتزاماتها أمام المواطنين منذ تشكيلها قبل أربع سنوات، وسط مؤشرات على تنامي الثقة الشعبية فيها، وهو ما عكسته نتائج الانتخابات الجزئية والجماعية التي عززت من حضور أحزاب الأغلبية، خصوصًا حزب التجمع الوطني للأحرار.
وفي هذا السياق، دعا عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى فتح ورش الإعداد للانتخابات التشريعية المقبلة، مطالبًا خلال اجتماع لجنة الداخلية بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 6 ماي 2025، بالإسراع في إطلاق المشاورات المرتبطة بهذه الاستحقاقات، معتبراً أن الاستعداد المبكر من شأنه أن يضمن تكافؤ الفرص بين مختلف الفاعلين.
وتعكس دعوة بوانو قلقًا متزايدًا داخل الحزب من صعوبة استعادة مكانته السابقة، في ظل مؤشرات سياسية واجتماعية واقتصادية تصب في صالح الفريق الحكومي الحالي، خاصة بعد إطلاق برامج الدعم الاجتماعي المباشر، ودعم السكن، وتعميم التغطية الاجتماعية، وزيادات الأجور.
وتتساءل قيادات داخل الحزب عن قدرة “البيجيدي” على استعادة قوته التمثيلية، وتجاوز الشكوك التي باتت تحيط بقدرته على العودة إلى قيادة الحكومة، خصوصًا أمام التماسك الذي يُظهره التحالف الحكومي وتنامي مؤشرات استمراريته لولاية ثانية.
ولم يُخفِ بوانو خلال الاجتماع ذاته، الذي حضره وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، انزعاجه مما اعتبره استغلالًا مبكرًا لأوراق انتخابية، في إشارة إلى ما وصفه بـ”توظيف المونديال” سياسيًا قبيل موعد الاستحقاقات.