في لندن، خلقت الفنانة المغربية، دنيا بطمة، الجدل، عندما ظهرت في شوارع مدينة الضباب، وهي ترتدي سروال قريب من سراويل صديقة الدون وبعيد عن إطلالات مدام ميسي.

بين أناقة مدام ليونيل ميسي، أنتونيلا روكوزو، وجاذبية جورجينا رودريغيز، صديقة كريستيانو رونالدو، تقف دنيا بطمة في زاوية أخرى تمامًا، تُغذّي الجدل لا حول فنها، بل حول اختياراتها في اللباس، وآخرها الإطلالة “الصادمة” بسروالها الغريب في شوارع لندن.

من لندن إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن لصورة دنيا بطمة أن تمر مرور الكرام، إذ تحوّلت إلى مادة يومية للنقاش والسخرية، بسبب سروال غير مألوف أثار استهجان كثيرين، واعتُبر “خارجًا عن الذوق العام” و”مبالغًا فيه”، في وقت تتجه فيه الموضة العالمية نحو البساطة والانسجام مع السياق.

وسرعان ما قارن رواد الشبكات، ساخرين أو بجدية، بين هذه الإطلالة المثيرة للجدل وأناقة روكوزو، التي تعرف كيف تحافظ على حضورها الناعم والمتّزن دون ضجيج، وكذلك جورجينا رودريغيز، التي رغم جرأتها، تدير ظهورها بإحساس بالتوازن بين الموضة ومكانتها كرفيقة لأحد أشهر نجوم الكرة.

السؤال هنا ليس في نوع القماش أو درجة الضيق أو العرض، بل في الرسالة. هل تتحول بعض الفنانات إلى أسيرات للضوء المؤقت، لدرجة أن يضطررن لإثارة الجدل فقط من أجل البقاء في الصورة؟ وهل نحن أمام إفلاس في المحتوى الفني، يُعوّض بضجيج بصري لا يخدم لا الذوق ولا الرسالة؟

الحرية في اللباس لا جدال حولها، ولكن عندما يُوظَّف الجسد كساحة للصراخ البصري، فإننا ننتقل من حرية التعبير إلى استعراض لا طائل منه، لا يعبّر عن إبداع، بل عن رغبة في الظهور بأي ثمن.

في زمن تقاس فيه المكانة بعدد المتابعين وسرعة الانتشار، يبدو أن سروالًا واحدًا قادر على منافسة أعمال فنية كاملة، ولكن الفارق أن الأولى لحظة عابرة، والثانية رصيدٌ باقٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *