تعيين مايكل والتز على رأس البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يمكن أن يشكل رافعة دبلوماسية جديدة للمغرب في ملف الصحراء.
*وليد كبير
في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس 1 ماي 2025، عن نيته ترشيح مايكل والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة، وذلك بعد ساعات من تقارير أشارت إلى استبعاده من منصبه الحالي كمستشار للأمن القومي.
وأوضح ترامب أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيتولى مؤقتًا منصب مستشار الأمن القومي، إلى جانب مهامه الحالية على رأس وزارة الخارجية.
وكان ترامب قد ألقى كلمة خلال فعالية “اليوم الوطني للصلاة” في البيت الأبيض، قبل أن يتوجه إلى جامعة ألاباما لإلقاء خطاب في حفل تخرج. وفي الوقت ذاته، تعرضت جهود إدارته لضربة قانونية، بعدما أصدر قاضٍ فيدرالي – عيّنه ترامب نفسه – حكمًا يمنع الإدارة من ترحيل مهاجرين فنزويليين بموجب قانون “الأعداء الأجانب”، واعتبر أن الرئيس تجاوز صلاحياته الدستورية، ما يعني حظر عمليات الترحيل هذه بشكل دائم في جنوب تكساس.
من هو مايكل والتز؟
مايكل والتز هو سياسي جمهوري وعضو سابق في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا، وُلد في 31 يناير 1974. يُعد من أبرز الوجوه العسكرية-السياسية في الحزب الجمهوري، حيث خدم كضابط في القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضراء) وشارك في عمليات بأفغانستان والشرق الأوسط. نال عدة أوسمة عسكرية، ثم عمل كمستشار لمكافحة الإرهاب في إدارة جورج بوش الابن، قبل أن يدخل عالم الأعمال عبر تأسيس شركة أمنية.
انتُخب والتز عضوًا في الكونغرس سنة 2018، وبرز بمواقفه الصلبة في ملفات السياسة الخارجية، خصوصًا تجاه الصين وإيران. وفي يناير 2025، عُيّن مستشارًا للأمن القومي في إدارة ترامب الثانية، قبل أن يُعلن عن ترشيحه الجديد سفيرًا لدى الأمم المتحدة.
موقفه من قضية الصحراء المغربية
في أبريل 2025، استقبل والتز وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الاجتماع تطرق بشكل مباشر إلى قضية الصحراء، حيث جدد الطرف الأمريكي دعمه لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، واعتبرها “الحل الواقعي والجاد الوحيد” لتسوية النزاع.
ويُذكر أن الوزير ماركو روبيو، الذي سيخلف والتز مؤقتًا في منصب مستشار الأمن القومي، يُعد أيضًا من أبرز داعمي الموقف المغربي داخل الحزب الجمهوري، ما يعزز مناخ الدعم الأمريكي للمغرب في دوائر القرار.
ما الذي يمكن أن يقدمه والتز للمغرب في الأمم المتحدة؟
تعيين مايكل والتز على رأس البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يمكن أن يشكل رافعة دبلوماسية جديدة للمغرب في ملف الصحراء، وذلك لعدة اعتبارات:
•خلفيته العسكرية والدبلوماسية تجعله أكثر دراية بتفاصيل النزاع والصراعات الإقليمية.
•دعمه الواضح لسيادة المغرب يرشحه ليكون صوتًا مؤثرًا داخل مجلس الأمن في الدفاع عن المقاربة المغربية.
•قد يعمل على الدفع نحو إعادة تقييم دور بعثة “المينورسو”، التي تُوصف حاليًا بأنها غير فعالة.
•سيكون خصمًا مباشرًا لأي تحركات صادرة عن النظام العسكري الجزائري تهدف إلى التأثير على قرارات الأمم المتحدة.
بالمحصلة، فإن ترشيح مايكل والتز لهذا المنصب يندرج ضمن سياسة إدارة ترامب الرامية إلى تعزيز تحالفاتها مع شركائها التقليديين، وقد يشكل ورقة ضغط قوية لصالح المغرب في معركة كسب التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
محلل سياسي وكاتب إعلامي جزائري