عقب سقطة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال تجمع نقابة حزبه في الدار البيضاء بمناسبة عيد الشغل، ووصف من يخالفه الرأي والتوجه من المغاربة حول فلسطين، بالميكروب والحمار، كتب إليه المواطن والكاتب والإعلامي يوسف غريب،  الرسالة التالية، وهذا نصها الكامل: 

 

**ذ. يوسف غريب

بعد السلام عليكم،

تمهيدًا لرسالتي إليكم، أودّ أن أذكّركم بأني كنتُ الوحيد من خارج حزبكم الذي دافع عنكم حين تعرضتم لهجوم عنيف ووقح من طرف ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عبر تغريدة على موقع “تويتر”، بلغة تحقيرية تهكمية (“أجسام بغال وعقول عصافير”).

دافعتُ عنكم آنذاك (أبريل 2015) لا لقناعة مذهبية أو فكرية تجمعني بكم، بل باعتباركم رئيسَ حكومةٍ مغربية خرجت من صناديق الاقتراع، ورأيتُ في موقفي هذا دفاعًا عن مؤسسة دستورية توافَق عليها المغاربة جميعًا. 

وقد اعتبرت أن أيَّ هجوم عليها هو بالأساس هجوم على كل المغاربة، بمن فيهم أولئك الذين يقفون على النقيض من حزبكم، مثلي.

وبنفس المسافة، وبالجدية والصرامة نفسيهما، أرفع صوتي اليوم لأجهر بحقيقة يحاول بعض المقرّبين منكم إخفاءها عنكم:

لقد آن الأوان أن تستريح.

يبدو أن سلامتك العقلية بدأت تتآكل بهدوء دون أن تشعر. 

وهذا ما أفقدك ربما البصر والبصيرة، كما تجلّى في تجمعكم الخطابي بمناسبة عيد الشغل، حيث وصفتَ من يعارض مقاربتك لما يحدث في فلسطين بـ”الحمار”، أو “الميكروبات” المنتشرة حتى داخل مؤسسات رسمية.

هل من المعقول أن تكون على رأس حزب إسلامي؟.

أكاد أشكّ في ذلك وأنا أستحضر حديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم:

“ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء” (رواه الترمذي وصححه الألباني).

وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

“إن الله لا يحب الفاحش المتفحش”.

واحترامًا لوضعك الاعتباري كرئيس حكومة سابق، وإجلالًا لسنّك الذي للأسف لا يساير صحة عقلك ولا نضجك السياسي، لا أجد غير مطالبة إخوانك بالإسراع إلى إنقاذ السيد عبد الإله بنكيران من نفسه، لا من غيره.

لقد دخلتم ربما ـ للأسف ـ مرحلة ما يُعرف بـ”أوهام الشيخوخة”، حيث يخيَّل للمصاب أنه منقذ البشرية من الضلال، ومن يخالفه ليس سوى حيوان على شكل حمار، أو في أدنى الأحوال ميكروب بشري.

أنقذوا زعيمكم قبل فوات الأوان.

وأخبروه، بكل هدوء فاضح، أن المقاربة “الإخوانية” للقضية الفلسطينية ليست واجبًا دينيًا ولا صكَّ غفران للثواب. إنها ببساطة مقاربة سياسية وإيديولوجية، مختلف بشأنها أصلًا، حتى داخل البيت الفلسطيني نفسه، بين الفتحاوي والحمساوي، وبين الأنظمة والشعوب العربية، دون أن ينعت أحدهم الآخر بما جادت به قريحتكم من أوصاف قدحية ساقطة.

إنها سقطة أخلاقية تسيء إلى:

• القضية الفلسطينية نفسها،

• تاريخ حزب سياسي إسلامي مغربي،

• صورة الحكومات المغربية،

• بل تسيء إليكم شخصيًا، لأنكم لم تحترموا حتى كبركم، كما قال الله تعالى:

“ومنكم من يُرَدُّ إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئًا، إن الله عليم قدير”.

لذلك، نؤكد لكم ولغيركم أننا مُحصّنون ضد أمراض الشرق الأوسط، وضد صراعات الأجندات التي لا تعبأ بالشعب الفلسطيني قدر ما تخدم أهدافًا حزبية أو إقليمية.

نحن واعون بواجب تضامننا اللامشروط مع القضية الفلسطينية، لكن ضمن تماس دقيق مع مصالح وطننا، جيلًا بعد جيل، وبمقاربات وطنية خالصة.

هي المعادلة المغربية – المغربية وبهذه الصورة الكبرى للمملكة الشريفة :

المغرب القوي بمؤسساته الرمزية والروحية، هو الطريق المعبَّد لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، بين الضفة وغزة.

والمغربي الحرّ، هو من يحافظ على وطنه أولًا، من أجل فلسطين.

غير ذلك لا أجد غير ماختم به السيد الوزير  احمد توفيق رسالته إليك في ذات سياق:

“نفثتُ بهذه الشكوى لا لأقنعك، وأنت تعرف أنني لا أردّ على المتقولين، بل القصد أن يسمعها السميع، وتكون أنت من الشاهدين. وعسى أن يسمعها بعض من سمعوا تشهيرك”.

**كاتب إعلامي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. بنكيران هو هدا غير كيخربق المداويخ لكي سمعو ليه لخصهم اخدمو عقلهم الوطن اولا تم الوطن ثانيا تم الوطن اخيرا و السلام.
    سياسة الاخوان راه شفنا النتائج ديالها و الخراب لكيتبعها فى كل مكان

  2. بنكيران هو هدا غير كيخربق المداويخ لكي سمعو ليه لخصهم اخدمو عقلهم الوطن اولا تم الوطن ثانيا تم الوطن اخيرا و السلام.
    سياسة الاخوان راه شفنا النتائج ديالها و الخراب لكيتبعها فى كل مكان