إختلاف كبير ذلك، الذي طبع  أكثر من رأي في تأويل عنوان رسالة التهنئة الملكية الموجهة إلى حزب العدالة والتنمية عقب إعادة إنتخاب عبد الاله ابن كيران، أمينا عاما للحزب.

جواد مكرم -le12.ma

إختلاف كبير ذلك الذي طبع أكثر من رأي، في تأويل عنوان رسالة التهنئة الملكية الموجهة إلى حزب العدالة والتنمية عقب إعادة إنتخاب عبد الاله ابن كيران، أمينا عاما للحزب.

فبينما رأى عدد من البنكيرانيون، أنها رسالة موجهة إلى عبد الاله ابن كيران، وليس إلى الحزب أولا، رأى مستقلون أن عنوان الرسالة كان هو مؤسسة الحزب، وليس الشخص.

والظاهر ابن كيران، نفسه، في تعليقه على هذه الرسالة لم يقول إن جلالة الملك وجهها  لي بصفة شخصية.

 وإنهما جاء في منشور له للعموم قوله :”نص التهنئة الملكية التي أرسلها لي جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بمناسبة إعادة انتخابي أميناً عاما لحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الوطني التاسع الذي نظم ببوزنيقة يومي السبت والأحد 26 و 27 أبريل الجاري”.

وبغض النظر عن مضمون رسالة التهنئة بالمقارنة مع نظيراتها الموجهة إلى عدد من زعماء الاحزاب السياسية، وضع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يونس دافقير، الرسالة تحت مجهر القراءة ما بين السطور.

وجاء خلاصات هذه القراءة التي عنونها ب ملاحظات أولية وما باقيش نرجع للموضوع، كالتالي:

1-البرقية الملكية موجهة لحزب العدالة والتنمية كمؤسسة، وليست لعبد الإله بنكيران كشخص.
فالملك يقف على نفس المسافة من جميع الأحزاب، مع تقديرات متباينة لقادتها.

2-لم تتضمن التهنئة الفقرة المعتادة التي ترد عادةً في جميع الرسائل الموجهة لقادة الأحزاب السياسية عقب انتخابهم، وهي الفقرة التي تشير عادةً إلى الخصال والأخلاق الشخصية للأمين العام المنتخب.

3-عادةً ما تتضمن هذه الفقرة، كما ورد في تهاني أخنوش والمنصوري وبركة وغيرهم، إشادةً بخصال الأمين العام على المستوى الشخصي.
في حالة تهنئة بنكيران، كانت الإشادة موجهة إلى الحزب كمؤسسة، وليس إلى الشخص. والرسالة واضحة.

4-هذه البرقية تشبه إلى حد بعيد تلك التي توصل بها نبيل بنعبد الله إثر انتخابه أميناً عاماً لحزب التقدم والاشتراكية سنة 2016، بعد صدور بلاغ للديوان الملكي ضده.

5-بينما تميز التهنئة الملكية بين بنكيران والحزب، تؤكد في المقابل أن “المصالح العليا للوطن” يجب أن تبقى “فوق كل اعتبار”.

وفي السياق الوطني والدولي الذي جاء فيه الانتخاب وهذه التهنئة، تحمل هذه العبارة دلالات تنبيهية واضحة، وليست مجرد توجيهية.

وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي ترد فيها هذه العبارة ضمن برقية تهنئة ملكية موجهة لحزب سياسي.

6-تقول التهنئة، في بنيتها العامة، إنه وإن كان بنكيران قد عقد مؤتمراً شخصياً، فإن التهنئة موجهة إلى المؤتمر والحزب والمؤسسة، لا إلى الشخص.

لهذا السبب نقول لكم: دعونا ساكتين، ولا تزايدوا علينا بالسلوك السياسي النبيل الذي يحرص جلالة الملك على اتباعه مع جميع الأحزاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *