في مشهد مهيب، تحتضن ساحة القديس بطرس اليوم السبت، مراسم جنازة البابا فرنسيس، الملقب بـ”بابا الفقراء”، بحضور استثنائي تجاوز 200 ألف شخص، إلى جانب عشرات من رؤساء الدول والحكومات، والملوك، وكبار الشخصيات الدينية من مختلف أنحاء العالم.
رحيل البابا فرنسيس، أول بابا منحدر من أمريكا الجنوبية، الذي توفي يوم الإثنين 21 أبريل الجاري عن عمر ناهز 88 عاماً إثر جلطة دماغية، أثار موجة واسعة من الحزن والتأثر العميق على الصعيدين الديني والدولي، وسط إشادات بدوره الريادي كمدافع شرس عن الحوار بين الأديان والمظلومين حول العالم.
في قلب الساحة التاريخية، نصبت آلاف الكراسي لاستقبال الوفود الرسمية، حيث يشارك 224 كاردينالاً وأكثر من 750 أسقفاً وكاهناً، إلى جانب ممثلين عن مختلف الديانات، في وداع رجل كرس حياته لتعزيز قيم السلام والتعايش.
حضور عالمي ووفود رفيعة المستوى
وسجلت الجنازة حضور وفود رسمية من أكثر من 150 دولة، من أبرزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم التوترات السابقة بينه وبين البابا فرنسيس بسبب اختلاف مواقفهما حيال قضايا الهجرة والعدالة الاجتماعية. وقد وصل ترامب إلى روما برفقة زوجته ميلانيا مساء الجمعة.
كما حضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في دلالة على رمزية الحدث وأهميته العالمية.
وعلى الرغم من التوترات الدولية، مثلت روسيا في الجنازة عبر وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا، بعد أن تعذر حضور الرئيس فلاديمير بوتين الخاضع لمذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. في المقابل، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صباح اليوم إلى روما للمشاركة في مراسم الوداع، وسط متابعة إعلامية مكثفة.
لحظة تاريخية في الفاتيكان
تمثل هذه الجنازة واحدة من أبرز اللحظات التاريخية في الفاتيكان، حيث تجتمع رموز السياسة والدين لتكريم شخصية استثنائية تركت بصمة عميقة في قلوب الملايين عبر العالم، دفاعاً عن القيم الإنسانية الكبرى.