بعد أيام قليلة من وداع البابا فرنسيس الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عامًا، تنطلق في أروقة الفاتيكان ابتداءً من يوم الإثنين المقبل أعمال المجمع الانتخابي المغلق “الكونكلاف“، بمشاركة 135 كاردينالًا من مختلف أنحاء العالم، لاختيار خليفة جديد على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
هذا الحدث الكنسي البارز يُعقد خلف أبواب مغلقة داخل كنيسة السيستين الشهيرة، وسط إجراءات أمنية مشددة وسرية مطلقة، في تقليد كنسي يعود لقرون، حيث تُمنع كل أشكال التواصل مع العالم الخارجي، ويُمنع حتى استخدام الهواتف الذكية أو الإنترنت.
مهام جسيمة وتحديات كبرى
يُنتظر من البابا الجديد أن يكون على دراية عميقة بالتحديات المعقدة التي تواجه الكنيسة في العصر الحديث، بالإضافة إلى أن البابا المقبل سيكون مطالبًا كذلك بمواصلة الإرث الإصلاحي الذي بدأه البابا فرنسيس، لا سيما في مجالات العدالة الاجتماعية والانفتاح على الفئات المهمشة.
وجوه بارزة مرشحة للبابوية
رغم تكتم الفاتيكان وعدم وجود مرشحين معلنين رسميًا، إلا أن مصادر كنسية مطلعة تشير إلى بروز أسماء من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، ما يعكس توجّهًا نحو بابا عالمي أكثر تمثيلًا للتنوع الجغرافي والثقافي داخل الكنيسة.
ومن بين الأسماء المتداولة في الأوساط الإعلامية والكنسية:
الكاردينال بيتر توركسون من غانا،
الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي من الفلبين،
الكاردينال ماتيو زوبي من إيطاليا،
والكاردينال شون أومالي من الولايات المتحدة
بحسب تقاليد الكنيسة، يشترط انتخاب البابا الجديد حصول أحد الكرادلة على ثلثي أصوات المجمع، أي ما لا يقل عن 90 صوتًا من أصل 135. وتُجرى أربع جولات تصويت يوميًا حتى التوصل إلى اتفاق، ويتم الإعلان عن النتيجة عبر الدخان الأبيض المتصاعد من مدخنة الكنيسة، إيذانًا بانتخاب بابا جديد.
وفي حال عدم التوصل لاتفاق بعد عدة جولات، يُعاد النظر في قائمة المرشحين وقد تتم مناقشات إضافية داخل المجمع.
العالم يترقب… والفاتيكان على موعد مع التاريخ
في ظل الترقب العالمي، يترقّب الملايين من المؤمنين إعلان اسم البابا الجديد، الذي سيكون القائد الروحي لأكثر من 1.3 مليار كاثوليكي حول العالم، وصوتًا مؤثرًا في القضايا الإنسانية والروحية العالمية.
ويُتوقع أن يُعلن اسم البابا الجديد في غضون أيام، وسط مراسم رسمية يُتوج فيها بالحلّة البيضاء ويُلقي كلمته الأولى من شرفة كاتدرائية القديس بطرس.
المصدر: مواقع الكترونية+le12