في أجواء يغلب عليها الحزن والتأمل، سُجّي اليوم الأربعاء جثمان البابا فرنسيس، الذي وافته المنية يوم الإثنين عن عمر ناهز 88 عامًا، في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يتوافد المؤمنون والزوار من مختلف أنحاء العالم لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا الراحل، قبل مراسم الجنازة المقررة يوم السبت 26 أبريل 2025.

وكان جثمان البابا قد نُقل في موكب مهيب من كنيسة كازا سانتا مارتا، مقر إقامته داخل أسوار الفاتيكان، إلى الكاتدرائية التي شهدت لحظة وداع مؤثرة، وسط حشود قدرت بالآلاف توافدت إلى ساحة القديس بطرس للمشاركة في الحدث التاريخي.

ومن خلال مشهد استثنائي يتماشى مع روح البابا فرنسيس المتواضعة، وُضع نعشه الخشبي المفتوح أمام المذبح الرئيسي للكاتدرائية، دون منصة أو مظاهر فخامة، بناءً على وصية شخصية منه أعرب فيها عن رغبته في طقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة رمزية مع التقاليد البابوية السابقة.

وقد لُفّ الجثمان برداء أحمر كنسي تقليدي، ووُضع تاج أسقفي أبيض على رأسه، بينما ارتفعت بين يديه مسبحة سوداء، في رمزية روحية عميقة تعكس مسيرته التي تميّزت بالدعوة إلى السلام والرحمة الاجتماعية.

استعدادات أمنية ودبلوماسية لحضور دولي واسعة

ومن المرتقب أن تشهد مراسم التشييع السبت المقبل، حسب ما أعلنت عنه الفاتيكان يوم أمس الثلاثاء، حضوراً رفيع المستوى من قادة وزعماء دوليين، في ظل ترتيبات أمنية مشددة يشرف عليها الحرس السويسري بالتنسيق مع الأجهزة الإيطالية، لتأمين الحدث الذي يُعد من أبرز المحطات الدينية والسياسية لهذا العام.

ووفق مصادر قريبة من الكرسي الرسولي، سيُترأس القداس الجنائزي من قبل عميد مجمع الكرادلة، على أن يُدفن الجثمان لاحقاً في القبور البابوية أسفل الكاتدرائية، إلى جانب عدد من أسلافه.

 إرث البابا فرنسيس… إنسانية فوق السياسة

رحل البابا فرنسيس، الذي اعتلى السدة البابوية منذ عام 2013، تاركاً وراءه إرثاً دينياً وإنسانياً استثنائياً، فقد كان أول بابا من أمريكا اللاتينية، وكرّس حبريته للدفاع عن المهمشين، والحوار بين الأديان، والتصدي لظواهر التغير المناخي والفقر، مُعيداً تشكيل صورة الكنيسة في عصر العولمة.

وبرحيله، يدخل الفاتيكان مرحلة انتقالية جديدة، حيث يُتوقع أن تبدأ قريباً التحضيرات لاجتماع مجمع الكرادلة لانتخاب خليفة له.

 

المصدر: مواقع الكترونية+le12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *