من حق محمد رمضان بالطبع أن يعتبر نفسه نموذجًا ناجحًا، فقد أصبح نجمًا شعبيًا هائلًا، لا يستطيع أن يسير فى الشارع من تزاحم الناس حوله، استطاع أن يكون ثروة تتعدى المليارات، يتهافت عليه المنتجون فى الدراما والبرامج على أساس أنه الفرخة التى لا تتوقف عن بيض الذهب لهم.
لكن هل محمد رمضان ناجح بالفعل؟
أعتقد أنه ناجح لأن المجتمع فاشل.
*الدكتور محمد الباز
– أصبح كل شىء مباحًا ومستباحًا وأصبح كل مواطن يقول أى شىء حتى لو كان متجاوزًا ويفعل أى شىء حتى لو كان خارجًا عن المنظومة القيمية فى المعاجم اللغوية يرادف الانحطاط اصطلاحيًا كلمتى التفسخ والتدهور.
أما إجرائيًا فالانحطاط يشير إلى التدهور الملحوظ فى المعايير أو الأخلاق أو الكرامة أو الإيمان الدينى أو الشرف أو الانضباط أو الجدارة فى الحكم بين أعضاء نخبة المجتمع.
ومن بين ما يشير إليه الانحطاط فى مجتمع ما أن هناك تراجعًا فى الفن والأدب والعلوم والثقافة وأخلاقيات العمل، كما يؤكد على سلوك الانغماس فى الملذات.
باستعراض بسيط لما أصبحنا عليه، سنجد أنفسنا وجهًا لوجه أمام حالة شبه مكتملة من الانحطاط الذى له علاماته وإشاراته والدلائل عليه لا يمكن لعين أن تخطئها أو عقل تجاهلها أو قلب الغفلة عنها.
لقد تعودنا منذ سنوات- يمكننا تحديدها بتلك السنوات التى أعقبت أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١- على مظاهر تدهور الفن والعلم والثقافة والانضباط.
حاول كثيرون منا تبرير ذلك بالتحولات العنيفة التى جرت فى نهر المجتمع الذى كان هادئًا ومستقرًا، وأن هذه التحولات أقوى من قدرة المجتمع على الحفاظ على معاييره وقيمه، وبدلًا من المواجهة وجدنا أنفسنا نستسلم لها، وفى مرحلة لاحقة بدأنا فى دعمها والاحتفاء بنجومها، وتصديرهم على أنهم أساطير يسعى الجميع إلى تقليدهم أو على الأقل التماهى معهم من باب الحلم بالوصول إلى ما وصلوا إليه.
ما زال من بيننا من يقول ويؤكد أن المصريين خلال الثمانية عشر يومًا التى قضوها معتصمين فى ميدان التحرير محتجين على نظام مبارك ورافضين له، أظهروا أفضل ما فيهم.
يدللون على ذلك ببعض المشاهد.
فالمسيحى يحمى المسلمين وهم يصلون الجمعة، ويقف ليصب الماء ليتوضأ المسلمون فى هدوء وسكينة، ويشارك المسلمون إخوانهم من المسيحيين فى القداس الذى أقاموه على أرض الميدان يترنمون معهم ويستحضرون تضحيات السيد المسيح من أجل العالم.
ويشيرون إلى أن الميدان جمع الجميع فى وحدة واحدة.
فالليبرالى يجلس إلى جوار السلفى، والإخوانى يعانق الاشتراكى الثورى، والمؤمن يجاور الملحد، والجميع تخلوا عن شعاراتهم وما يميزهم وذابوا جميعًا تحت شعارات مصرية وطنية.
ويؤكدون أن المصريين يقفون صفًا واحدًا، يعرفون ماذا يريدون، بعد أن قضوا سنوات طويلة فى الخلاف والشقاق لا يعرفون كيف يتفقون ولا على أى شىء يجتمعون.
ارتقى الذوق العام، وبدأ المصريون يستعيدون أغنياتهم الوطنية، يرددونها، ويلتمسون منها المدد فى مواجهة من يصادرون حريتهم ويريدون إجبارهم على أن يكونوا عبيدًا فى أوطانهم، وظهر الشباب الذين يغنون الكلمة الحلوة ويعزفون اللحن العذب، دون نشاز أو ابتذال.
ومن بين ما يشير إليه أصحاب نظرية «أفضل ما فينا» أن المعتصمين كانوا ينظفون الأماكن التى يقيمون فيها، بل إنهم قبل أن يغادروا الميدان مساء ١١ فبراير عندما تخلى مبارك عن منصبه قاموا بتنظيفه، بل اتجهوا إلى مناطقهم وشوارعهم وقاموا بحملات نظافة، وكانت حجة من يقولون ذلك ويفسرون ما يحدث أن المصريين وللمرة الأولى يشعرون بأن البلد بلدهم، وأنهم مسئولون عنها، وليسوا غرباء يقيمون فيها بالإيجار.
أغفل من قالوا ذلك أمرًا مهمًا، وهو أن أيام الميدان الثمانية عشر كما أظهرت أجمل ما فينا، فإنها أيضًا أخرجت أسوأ ما يحتوينا ونحتويه، أظهرتنا على حقيقتنا، وجعلتنا نبدو عرايا أمام أنفسنا، لا نجد ما يساعدنا على أن نستر أنفسنا، حتى لو كان مجرد ورقة توت عابرة.
تجاهل المنظرون لأفضال أحداث يناير أن المصريين فقدوا أهم ما كان يميزهم ويحافظ على استقرارهم وديمومة عيشهم فى سلام، فقد تفككت منظومة القيم التى تحكم سلوكنا وتوجهنا إلى الوجهة الصحيحة، ودخلنا فى حالة من السيولة العامة، فلم نعد نعرف الكبير من الصغير، ضللنا الطريق فلم نعد قادرين على تمييز الحق من الباطل، والخطأ من الصواب.
فى خضم الأحداث وصف أحدهم ما حدث بأنه انقلاب اجتماعى هائل، وويل لأمة يصبح صغارها كبارها، وكبارها صغارها، لا تنتظروا مجتمعًا آمنًا أو مستقرًا عندما تختل معاييره.
لقد بذلت الدولة عبر مؤسساتها التى أنهكتها أحداث يناير جهدًا هائلًا فى مواجهة ما اتفقنا على تسميته بالانفلات الأمنى.
لكننا تجاهلنا تمامًا أن الانفلات الأمنى لم يكن وحده، فقد انفلت كل شىء، وكان الأهم والأخطر والأشرس هو الانفلات الأخلاقى والقيمى، فقد أصبح كل شىء مباحًا ومستباحًا، وأصبح كل مواطن يقول أى شىء حتى لو كان متجاوزًا، ويفعل أى شىء حتى لو كان خارجًا عن المنظومة القيمية التى تنظم حياتنا.
كان الفن هو الضحية الكبرى التى عانت من حالة الانفلات الكبرى التى وجد المجتمع نفسه متورطًا فيها.
تفككت ثقافته، وأصبحت قوته الناعمة فى مهب الريح، وتراجعت كل أشكال فنوننا، وتعثرت ثقافتنا، فأصبحت مقودة بعد أن كانت قائدة، تحولت من مكانة الرائدة إلى مكانة التابعة، التى لا تقدر على صناعة وعى أو دعم توجه بعينه، أصبحنا نعيش فى متاهة لا نعرف لها أولًا من آخر.
على هامش هذه الفوضى وفى قلب هذا الانفلات القيمى ظهرت المهرجانات.
مجموعة من الأشباه الشائهين بقدرة قادر أصبحوا يتصدرون الصورة، ويقدمون ما يطلقون عليه أغانى المهرجانات، والغريب أن هذا الذوق فى الكلمات والألحان والأداء تسيد المجال العام، وتماهى المثقفون معه، بل وجد من يدافع عنه بشراسة، من باب أن الحرية التى أصبحنا عليها تبيح كل وأى شىء.
تحول نجوم المهرجانات من أصحاب حرف وعاطلين وصيع إلى أصحاب ملايين، بل لن أكون مبالغًا عندما أقول إنهم أصبحوا مليارديرات، يملكون كل شىء، يسكنون فى قصور وفيلات فخمة، يركبون أحدث السيارات، يسافرون إلى دول العالم المختلفة، ويتم استقبالهم استقبالًا أسطوريًا، وينفقون بلا حساب، ويتزوجون ويطلقون بغير حساب، فلا شىء يهمهم ما داموا يملكون المال الذى يمكنهم من تحقيق كل شىء حتى لو كان صعبًا، أو بدا أنه مستحيل بالنسبة لمن فى قدراتهم وإمكاناتهم.
لقد تفاخر هؤلاء بأنهم لم يكملوا تعليمهم ولم يحصلوا على أى قدر من الثقافة، بل كان لافتًا أنهم حاولوا تصدير أنفسهم كبلهاء لا يقدرون على نطق كلمات أغانيهم بشكل صحيح،
وسجلوا لأنفسهم فيديوهات نشروها على منصات التواصل الاجتماعى ليؤكدوا بها ذلك، والغريب أننا شاهدنا هذه الفيديوهات وضحكنا عليها، دون أن ننتبه إلى أننا نرتكب جريمة عظمى فى حق أنفسنا وفى حق مجتمعنا.
على نفس الخط ظهرت أفلام سينمائية كان المجد فيها للنجم البلطجى، الذى ينتصر على كل شىء، فى إشارة واضحة إلى أنه لا يوجد قانون ولا مجتمع ولا ضابط ولا رابط، وقاد هذه الموجة السينمائية محمد رمضان، الذى هو ترجمة حقيقية وواقعية لكل حالات الانفلات التى عانينا منها ولا نزال نعانى.
لو كنت من علماء الاجتماع فى بلادنا لأخذت من محمد رمضان نموذجًا، دراسة حالة، أستدل بها على ما حدث للمجتمع من تغيرات وتحولات، أضعه على مائدة التشريح الدقيقة الحاسمة، وأنظر إلى كل ما يمثله، ليس فيما يقدمه سينمائيًا ودراميًا فقط، ولكن فيما يقوله ويقدم عليه من تصرفات، وما يدخل فيه من اشتباكات.
من حق محمد رمضان بالطبع أن يعتبر نفسه نموذجًا ناجحًا، فقد أصبح نجمًا شعبيًا هائلًا، لا يستطيع أن يسير فى الشارع من تزاحم الناس حوله، استطاع أن يكون ثروة تتعدى المليارات، يتهافت عليه المنتجون فى الدراما والبرامج على أساس أنه الفرخة التى لا تتوقف عن بيض الذهب لهم.
لكن هل محمد رمضان ناجح بالفعل؟
أعتقد أنه ناجح لأن المجتمع فاشل.
هذه هى الحكاية كلها، بل يمكننا أن نصيغ الأمر بشكل آخر أكثر دقة وواقعية.
فمحمد رمضان ناجح لأن المجتمع منحط، متدهور، متراجع، فقد بوصلته الصحيحة، دخل فى حالة من التيه، وقد مكّنه هذا التيه من أن يصول ويجول ويفعل ما يريد، وما دامت أرصدته فى البنوك تتزايد، وما دام الناس يتهافتون عليه، فمؤكد أنه يسير على الطريق الصحيح.
الحقيقة أن محمد رمضان لا يسير على الطريق الصحيح، بل هو واقعيًا يسير فى الطريق المعاكس للمجتمع الذى هو فى حقيقته قادر على أن يتطور ويتغير للأفضل، لكن يبدو أننا استسلمنا لحالة الانحطاط التى أحاطت بنا، فكان من الطبيعى أن يصبح من هو مثله نجمًا لزماننا ودليلًا عليه ورمزًا له.
كانت لدى محمد رمضان فرصة ذهبية- قدمتها له الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية- لأن يبدأ طريقًا جديدًا.
فعندما تم استغلال جماهيريته فى تقديم برنامج «مدفع رمضان»، الذى قرّبه من الناس بشكل حقيقى، كان يمكنه أن يبنى على ذلك، ويقدم للناس ما ينفعهم من فن بعد أن قدم لهم ما ينفعهم من مال، لكنه نكص على عقبيه، وقرر أن يستكمل مسيرته، عندما أطل على الناس من مهرجان «كوتشيلا» بالولايات المتحدة بمظهر أفزع الجميع وجعلهم يتأكدون أن رمضان لن يتغير، لأن هذا هو ما يعرفه ويجيده.
مؤدٍ- فهو ليس مطربًا- قرر أن يخرج على جمهوره بما يشبه بدلة الرقص، بما يمثل ذلك من خروج كامل عن منظومة القيم المصرية، وإمعانًا فى التضليل حاول أن يبرر ذلك بأنه استوحى الفضيحة التى يرتديها من ملابس الملوك فى مصر القديمة، وكأنه يريد أن يقول لنا إنه رمز مصرى يحيى التراث المصرى القديم، وهو ما يجب أن نشكره عليه.
تصدى لترهات محمد رمضان باحثون جادون.
على حسابه الخاص بالفيسبوك قال الباحث شريف شعبان:
«بمناسبة اللبس العجيب اللى ظهر به الفنان، فى أواخر القرن الـ١٩ ظهرت شخصية غاية فى الغرابة اسمها إبراهيم الغربى، من مواليد أسوان عام ١٨٥٠، من أسرة ثرية احترفت تجارة الرقيق وكونت منها ثروة هائلة، ولكن مع إلغاء تجارة الرقيق فى عهد الخديو إسماعيل، كانت ضربة كبيرة لإبراهيم اللى تدهور به الحال، فقرر النزوح للقاهرة، وهناك احترف تجارة الرقيق ولكن بشكل تانى».
«أسس إبراهيم بيتًا للمزاج فى شارع (وابور المياه) فى منطقة بولاق الدكرور، وكان مشهورًا وثريًا لدرجة كبيرة خلته يأجر بيت فى باب الشعرية، ويكون له أتباع شخصيين وأتباع داخل الحكومة نفسها».
«إبراهيم الغربى مكنش مجرد تاجر هوى، ولكنه كان بيمشى فى الشارع بموكب مهيب، وهو لابس ملابس غريبة أشبه بملابس الحريم وحلى ودهب وجواهر بتلمع على عكس بشرته السمرا اللى كانت بتتغطى بخمار تحته مساحيق تجميل».
شريف شعبان قال لزميلتنا نضال ممدوح: الثوب الذى كان يرتديه الرجل المصرى القديم من الخادم إلى الملك هو «النقبة»، وهى قطعة مستطيلة من الكتان، يتم ارتداؤها حول الخصر، ويتم تثبيتها بعقدة أو نوع من الإبزيم.
ويضيف شعبان: رغم أن الرجال كانوا عادة ما يتزينون بقلائد وأساور، إلا أنها كانت تختلف تمامًا عن قلادة النساء، فقد حرص المصرى القديم على إظهار طابع الرجولة الممزوج بالأناقة فى ملابسه دون التشبه بالنساء اللاتى اشتهرن بملابسهن المختلفة عن الرجال، حيث تُظهر العديد من المناظر على جدران المقابر عدم الخلط بين الأزياء الرجالية والنسائية رغم اشتراكهم فى الأناقة والتجمل.
ويقول الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر الدولى فى علم المصريات، لزميلنا رامى حسين: ما ارتداه محمد رمضان من ترتر وسلاسل ذهبية فى حفل مهرجان كوتشيلا ليس له أى علاقة بالمصرى القديم، فالصدرية المصرية القديمة كانت مصنوعة من المواد المذهبة، وتضاف إليها الأحجار الكريمة ويرتديها الملك فى أوقات معينة، كأوقات الحروب للحماية من الأسهم، وهناك أيضًا الصدرية الخاصة بالمعتقدات، بالإضافة إلى القلادة التى تشبه الصدرية، وهذه الأشكال للصداريات التى كان يرتديها المصرى القديم.
ويشير «الشماع» إلى أن ظهور العباءة التى ارتداها الفنان وبالخلف يوجد رسم يطلق عليه خطأ «مفتاح الحياة» فهذا يطلق عليه علامة «عنخ»، وهو فعل فى اللغة الهيروغليفية يطلق عليه «الحى».
ويؤكد «الشماع» أن ما ظهر به الفنان من سلاسل ذهبية متدلية إلى الأسفل يشبه الملابس التى يظهر بها الشواذ جنسيًا والمخنثون فى الغرب.
هذا هو كلام العلم.
لكن الخارج عن أى منظومة قيمية يمكن أن نحتكم إليها يريد أن يضللنا، بإحالة الموضوع إلى أنه من فعل مصممة ما ارتداه، وأنه ما فعل ذلك إلا لإحياء التراث المصرى القديم، وكأنه لا يكفيه الانفلات، فقد أراد أن يجعل قرينًا له، وهى سمة نعانى منها ونعتبرها خطرًا كبيرًا على المجتمع.
لقد طالبت الأطباء النفسيين بأن يقوموا بفحص محمد رمضان، فمؤكد أنه يعانى من خلل ما، لكن بعض الأصدقاء من الأطباء النفسيين الذى تحدثت معهم أكدوا لى أنه لا يعانى من أى خلل، فهو واعٍ تمامًا لما يفعله، وهو ترجمة كاملة لحالة الانحطاط الكاملة والتدهور الشامل والتراجع الحاد الذى أصبحنا نعانى منه فى عالم الفن والثقافة.
إننى لا أسعى إلى إدانة المجتمع، ولا أريد أن أعلّق الجرس فى رقبة أحداث بعينها.
فنحن جميعا ارتكبنا خطأ كبيرًا عندما تركنا أمور مجتمعنا فى أيدى مجموعة عشوائية تفعل ما تشاء، ثم سكتنا على أصحاب أموال مشبوهة موّلت هذا العبث وسعت إلى إنجاحه، وصدرته لنا على أنه الفن المصرى، وأن هذا هو فقط ما نقدر على تقديمه.
إننا نعانى من موجة انحطاط فنى وثقافى لا تكفى لعلاجها المؤتمرات ولا اللجان ولا الاجتماعات، ولكننا نريد أن ندرك أولًا ما نحن فيه، حتى نكون قادرين على أن نتصرف وننقذ أنفسنا.
فى مسرحية صلاح عبدالصبور «مأساة الحلاج»، يطرح الشبلى سؤالًا يصلح لتوصيف حالنا الآن، يقول: مَنْ ألقانا بعد الصفو النورانى فى هذا الماخور الطافح؟
إننا فى ماخور طافح بالفعل.
والسؤال الذى لا بد أن نطرحه ونبحث له عن إجابة جادة هو: مَنْ ينقذنا من هذا الماخور الطافح.. ويعيدنا إلى الصفو النورانى الذى غادرناه بأيدينا.. مَنْ.. مَنْ؟.
*المحرر العام في مجلة “حرف”