التساؤلات التي طرحها الإعلامي منعم بلمقدم لا تخلو من طابع درامي: ماذا لو انتقل عموتا فعلًا للعراق، وأقصى منتخب الأردن بقيادة جمال السلامي، زميله السابق، من بلوغ كأس العالم؟ كيف كانت الجماهير الأردنية ستتلقى هذا المشهد؟.

جريدةle12.ma

في خطوة تحمل أكثر من دلالة، رفض نادي الجزيرة الإماراتي عرضًا سخيًا قدمه الاتحاد العراقي لكرة القدم للتعاقد مع المدرب المغربي الحسين عموتا، في صفقة كانت لتبلغ قيمتها مليارًا ونصف المليار سنتيم، ما يعادل راتبًا شهريًا يتجاوز 160 مليون سنتيم.

العرض العراقي لم يكن عاديًا، بل جاء بتوصية مباشرة من وزير الرياضة العراقي عدنان درجال، المدرب السابق لعموتا، وبمباركة الهداف التاريخي للكرة العراقية يونس محمود. الهدف كان واضحًا: قيادة “أسود الرافدين” نحو مونديال 2026، عبر مباراتين حاسمتين في التصفيات، كان العراقيون يعوّلون على خبرة عموتا لحسمهما.

لكن نادي الجزيرة، الذي توّج مؤخرًا بلقب محلي مع المدرب المغربي، وضع “فيتو” صريحًا على الصفقة، مؤكدًا تمسكه بعموتا كأحد أعمدة مشروعه الرياضي الطموح. القرار لم يكن فقط فنّيًا، بل يحمل أيضًا بُعدًا استراتيجيًا، يعكس حرص إدارة الجزيرة على الاستقرار الفني واستثمار النجاح الأخير الذي تحقق تحت قيادة المدرب المغربي.

التساؤلات التي طرحها الإعلامي منعم بلمقدم لا تخلو من طابع درامي: ماذا لو انتقل عموتا فعلًا للعراق، وأقصى منتخب الأردن بقيادة جمال السلامي، زميله السابق، من بلوغ كأس العالم؟ كيف كانت الجماهير الأردنية ستتلقى هذا المشهد؟

ويبدو أن نادي الجزيرة لم ينس الإنجاز التاريخي الذي وقّعه عموتا مع الجيش الملكي، حين قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري المغربي بعد خمس مباريات فقط. واليوم، يتشبث النادي الإماراتي بمدربه، ربما على أمل أن يكتب معه صفحة جديدة من المجد المحلي والقاري.

عموتا، الذي سبق له قيادة المنتخب الأردني لتحقيق وصافة الألعاب الآسيوية، يبقى اسماً مطلوبًا في دوائر التدريب العربية، لكن طريقه إلى “أسود الرافدين” ما زال موصدًا… على الأقل مؤقتًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *