في زمن المتاجرة الرخيصة بالقضية الفلسطينية، يسقط النظام العسكر في الجزائر مجددا في فضيحة مدوية تكشف حجم النفاق السياسي والازدواجية الأخلاقية التي تطبع سلوكه.
سفينة الشحن “CAPTAIN CHRISTOS”، التي كانت آخر محطة لها ميناء بجاية الجزائري يوم 11 أبريل، ظهرت بعد ذلك، ترسو مباشرةً بميناء أشدود الإسرائيلي بتاريخ 18 أبريل.!
ماذا حملت هذه السفينة من الجزائر نحو إسرائيل؟
فلتصارحوا الرأي العام!.
أي نفاق هذا؟.
أي خيانة لخطاب طالما تشدق به النظام في المنابر الدولية؟.
في العلن، لا يتوقف النظام الجزائري عن الصراخ بشعارات “نصرة فلسطين” ومحاربة التطبيع”، بينما في الخفاء يحدث العكس وموانئ الجزائر تبحر منها السفن نحو موانىء إسرائيل!.
اين المحرض بن قرينة الذي اطال لسانه أمس على المغرب؟.
فليدعو أنصاره إلى الاحتجاج وتنظيم وقفة بميناء بجاية.
إن ما حدث مع سفينة “CAPTAIN CHRISTOS” يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن خطاب عسكر الجزائر شيء، وممارساته شيء آخر تماما.
في الإعلام الرسمي، عبارات “الخيانة” و”التطبيع” جاهزة لتكفير الشعوب والدول.
أما على أرض الواقع، فالتجارة مستمرة، والصمت مطبق حين يتعلق الأمر بمصالح العصابة الحاكمة!.
كيف يبرر النظام المنافق أن سفينة كانت ترسو في ميناء جزائري، تتابع مسارها بكل أريحية نحو إسرائيل؟.
أين شعارات المقاطعة؟ أين “التشدد الثوري” الذي يزايدون به على الشعوب الأخرى؟
هل أصبح التعامل مع إسرائيل حلالا إذا جرى في الظلام؟
هذه الفضيحة تؤكد أن عسكرDz مجرد تجار بمآسي الشعوب عبر ماكينة دعائية موجهة للاستهلاك الداخلي، تلهي الشعب عن أزماته الحقيقية، من قمع الحريات إلى الانهيار الاقتصادي.
والمثير للسخرية، أن نفس النظام الذي يتشدق بمعاداة التطبيع، لم يجرؤ يوما على دعوة مواطنيه للاحتجاج أمام السفارات الأجنبية، ولا إلى المطالبة بمقاطعة فعلية للمصالح المتشابكة مع دول يعاديها في العلن ويتعامل معها في الخفاء.
سقط القناع! .
* وليد كبير/ صحفي جزائري