كفى عبثا باسم فلسطين يا بن قرينة ايها القزم الصغير وكفى تدخلا مفضوحا في شؤون دولة جارة. ومن يدعي نصرة فلسطين عليه أولا أن لا يسعى لتقسيم المغرب.
*وليد كبير
اسمع يا عبد القادر بن قرينة عبد القادر بن قرينة Abdelkader Bengrina: المغرب أكبر من أن تمسه ألاعيبكم الصغيرة!.
في زمن الانحدار السياسي والابتذال الأخلاقي، يطل علينا عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء الوطني الجزائري، ليضيف إلى سجل مهازل الطبقة السياسية الجزائرية صفحة جديدة عنوانها: التحريض السافر على دولة جارة وشقيقة.
في نشاط يفترض أن يكون مخصصا لنصرة القضية الفلسطينية، تحوّل المنبر إلى ساحة لتوزيع الأحقاد والتحريض الرخيص، حيث دعا بن قرينة بكل جرأة ووقاحة المغاربة إلى التوجه إلى قصرهم الملكي لإسقاط ما وصفه بالتطبيع والتنسيق الأمني والعسكري مع إسرائيل.
بصفتي ناشط سياسي جزائري، يهمني أن أوضح أن ما صدر عن بن قرينة لا يمثلني ولا يمثل الجزائريين الذين يؤمنون بأن السيادة الوطنية للدول خط أحمر، وأن التدخل في شؤون غيرهم عار سياسي لا يغسله أي تبرير.
المغرب، بقيادة ملكه وشعبه، ليس بحاجة لدروس في الوطنية ولا في الدفاع عن فلسطين وتاريخه في نصرة القضايا العادلة، مشهود لا يحتاج إلى شهادة من تجار الخطابات الذين يلهثون وراء الفتات السياسي.
أي حق تمتلكه يا بن قرينة لتخاطب شعبا حرا ماضيه أعرق من أن تمسه دعاياتك ثم المغاربة لهم شخص واحد يخاطبهم هو ملكهم لا غير.
أي منطق هذا الذي يسمح لك بالتحريض على التمرد ضد مؤسسات شرعية في بلد مستقل؟
تصريحاتك يا بن قرينة تكشف عن أزمة أعمق:
اولا هي أزمة طبقة سياسية مهزومة داخليا خاضعة لحكم كمشة من العسكر يسيرون البلد بمنطق المافيا.
ثانيا انت توالي منظومة حكم هشة ومهزوزة وفاقدة للشرعية الشعبية تبحث عن انتصارات وهمية خارج الحدود.
ثالثا بدل أن تضعوا أصابعكم على جراح الجزائر الحقيقية من ازمة سياسية عميقة إلى فشل اقتصادي رهن مستقبل البلاد، تهربون إلى الأمام بحثا عن معارك وهمية مع أشقاء تجمعنا معهم روابط الدم والدين والتاريخ.
المغاربة لا يحتاجون إلى تحريضكم يا صاحب الدكان السياسي الصغير وهم أدرى بمصالحهم، وأوفى لملكهم ومؤسساتهم من أن تنال منهم مؤامرات بائسة كتلك التي تنسجونها في الظلام.
أما نحن الجزائريون فالأولى لنا ان نوجه بوصلتنا لمن صادر ارادتنا وبدد ثرواتنا، وليعلم بني وطني أن عدونا ليس المغرب ولا شعبه، بل هو الجهل والاستبداد الذي حول بلادنا إلى رهينة بيد قلة مستبدة متغولة.
كفى عبثا باسم فلسطين ايها القزم الصغير وكفى تدخلا مفضوحا في شؤون دولة جارة.
بل وكفى تجارة رخيصة بمشاعر الشعوب.
ومن يدعي نصرة فلسطين عليه أولا أن لا يسعى لتقسيم المغرب.
*ناشط سياسي جزائري