ستذكر الأجيال الكروية في المغرب والجزائر،  كثيرا، ليلة عصر فيها نهضة بركان الليمون في عيون النادي القسنطيني، عندما إفتتح على نغمات الركادة، شهية إلتهام الطبق الجزائري بأسرع هدف في تاريح منافسات كأس “الكاف”، أطلق عليه “هدف من حجرات الملابس”.

وفي التفاصيل، سجّل فريق نهضة بركان المغربي فوزًا تاريخيًا ومذهلًا على حساب النادي الرياضي القسنطيني الجزائري بنتيجة (4-0)، في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي جرت مساء الأحد على أرضية الملعب البلدي ببركان، ليضع الفريق البركاني قدمًا أولى في النهائي القاري.

وشهدت المباراة لحظة غير مسبوقة في تاريخ المسابقة، بعدما افتتح يوسف مهري التسجيل لصالح نهضة بركان بعد 11 ثانية فقط من صافرة البداية، في هدف وُصف بـ”هدف من حجرات الملابس”، نتيجة خطة مبتكرة ومدروسة في تنفيذ ركلة الانطلاق، أربكت دفاع الفريق القسنطيني وأشعلت مدرجات الملعب.

ورغم محاولات الفريق الجزائري للعودة في اللقاء، واصل أصحاب الأرض ضغطهم الهجومي، ليضاعف باول باسيني النتيجة في الدقيقة 21، قبل أن يضيف أسامة المليوي هدفين في الشوط الثاني (54 و90+2)، مانحًا فريقه فوزًا كبيرًا في أمسية كروية استثنائية.

الفريق البركاني ظهر بأداء جماعي منضبط وتفوق تكتيكي لافت، في حين بدا النادي القسنطيني عاجزًا عن مجاراة نسق اللقاء، وسط ذهول واضح في صفوفه من البداية الصادمة.

من جهته، تحدث مدرب النادي القسنطيني بروح رياضية عالية بعد اللقاء، مؤكدًا أن ظروف الاستقبال والإقامة كانت ممتازة، ومعترفًا بتفوق نهضة بركان وبأن النتيجة كانت ثقيلة وغير متوقعة، مشيرًا إلى أن العودة في لقاء الإياب ستكون “صعبة جدًا إن لم تكن مستحيلة”.

ويواصل نهضة بركان مسيرته القارية بثبات، باحثًا عن لقبه الثالث في كأس الكونفدرالية، في موسم استثنائي توّجه مؤخرًا أيضًا بأول لقب في الدوري المغربي.

مباراة الإياب ستُجرى الأسبوع المقبل بمدينة قسنطينة، حيث سيحتاج الفريق الجزائري إلى “معجزة كروية” من أجل تعويض فارق الأهداف والعبور إلى النهائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *