ماذا حدث ويحدث بين  شركة QTerminals (كيوتيرمنالز) القطرية المكلفة بإدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر وبين شركة ميرسك الدنماركية للشحن والنقل البحري العملاقة التي تتعرض لهجوم من جهات متعددة في أوروبا والمغرب، ويتم التحريض ضدها بتهمة نقل سفنها لأسلحة إبادة؟.

لاتدع قناة الجزيرة التابعة لحكومة قطر كبيرة المستثمرين في الموانئ  الاستراتيجية عبر العالم، فرصة تمر دون أن  تطلق حملات شحن أدمغة بعض شباب المغرب، من أجل الاحتجاج ضد رسو سفن معينة في موانىء مغربية بعينها. 

حملات قناة الجزيرة ومنصاتها، إتخذت خلال الايام الماضية، طابعا يمكن وصفه ب “التحريضي” لدفع تيارات معينة في المجتمع المغربي إلى الاحتجاج على  رسو سفن شركة ميرسك الدانماركية للملاحة البحرية، تحت ذريعة شحنها أسلحة نحو جيش الكيان. 

في الجزء الثالث من هذا التقرير، يضع الكاتب الصحفي  والخبير الإعلامي الدكتور أحمد الدافري، قضية سفن الموانئ المغربية وخلفيات شحن أدمغة بعض شبابنا للاحتجاج.. تحت إضاءات حجاجية في محاولة للفهم.

 

الرباط – جريدة le12.ma

إعداد : الدكتور أحمد الدافري 

صواريخ دمار طافحة فوق مياه البحر المالحة

ماذا حدث ويحدث بين  شركة QTerminals (كيوتيرمنالز) القطرية المكلفة بإدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر وبين شركة ميرسك الدنماركية للشحن والنقل البحري العملاقة التي تتعرض لهجوم من جهات متعددة في أوروبا والمغرب، ويتم التحريض ضدها بتهمة نقل سفنها لأسلحة إبادة؟.

للإحاطة بما حدث وبما يحدث بين شركة ميرسك الدنماركية وبين شركة كيوتيرمنالز القطرية، يمكن الاستئناس بالمعطيات الموالية، وهي معلومات يمكن أن تسلط الضوء على بعض الجوانب الخفية في الصراع بين الشركتين. 

  ● يوم 31 يوليوز 2023 نشر موقع ENTREPRISE  خبرا بعنوان :

New Maersk Middle East service to boost regional trade comes into service

أي “إطلاق خدمة ميرسك الشرق الأوسط الجديدة تعزيزا للتجارة الإقليمية”  

وأشار الموقع في هذا المقال إلى أن  شركة كيوتيرمنلز QTerminals  القطرية قد أعلنت في بيان لها يوم الخميس 27 يوليوز 2023 عن بداية تشغيل الخط الملاحي الجديد 

 MIDDLE EAST 6. 

من شركة ميرسك.

●البيان كانت قد نشرته شركة QTerminals في موقعها ب Linkedin وتقول فيه :

 تعلن كيوتيرمنالز عن بدء تشغيل الخط الملاحي الجديد

 MIDDLE EAST 6 

– من شركة ميرسك.

يمر خط سير الخدمة الجديدة بالموانئ التالية:

 ميناء حمد (قطر)، ميناء الدمام (السعودية)، ميناء الجبيل (السعودية)، ميناء جبل علي محطة 2 (الإمارات)، ميناء الدقم (عمان)، ميناء صلالة (عمان)، ميناء السويس (مصر)، ميناء شرق بور سعيد (مصر)، ميناء طنجة المتوسط 2 (المغرب)، ميناء طنجة المتوسط (المغرب)، ميناء شرق بور سعيد (مصر)، ميناء السويس (مصر)، ميناء جدة (السعودية)، ميناء صلالة (عمان)، ميناء جبل علي محطة 2 (الإمارات). 

وأضاف البيان أن هذه الخدمة الجديدة ستوفر فرصًا إضافية للتجارة المباشرة بين الدول مع خدمة منتظمة وعبور أسرع وفعال من حيث التكلفة. 

● بعد أيام قليلة من إطلاق قطر لخدمة  

الشرق الأوسط 6 الجديدة المعروفة اختصارا باسم   (ME 6) من ميناء حمد اعتمادا على سفن شركة ميرسك، وبالضبط  يوم 15 غشت 2023 اشترت شركة  QTerminals القطرية  حصة  90% في مجموعة Kramer Group الالمانية في ميناء روتردام،  وهو أكبر ميناء في أوروبا من حيث إنتاجية البضائع. 

● بشراء  شركة QTERMINALS  القطرية لحصة  90% في مجموعة Kramer Group الألمانية التي تقدم خدمات الشحن و التخزين في محطات بميناء روتردام، أصبحت الشركة القطرية تنافس شركة ميرسك الدنماركية في هذا الميناء، علما أن ميرسك تشتغل بشكل رئيسي في ميناء روتردام من خلال شركتها التابعة والمملوكة لها بالكامل، وهيAPM Terminals،  وهي شركة عالمية لتشغيل الموانئ والمحطات، ولها حضور قوي في روتردام وفي موانئ أخرى منها ميناء طنجة المتوسط، وميناء الدار البيضاء. 

● شركة ميرسك الدنماركية سابقة لشركة كيوتيرمينالز القطرية في استثماراتها بميناء روتردام بعقود عديدة، ولديها شركة تابعة لها هي APM TERMINALS متخصصة في تشغيل وإدارة محطات الموانئ وفي الإشراف على عمليات الشحن والتخزين، وكانت في عام 2015 قد افتتحت محطة آلية صديقة للبيئة في ميناء روتردام، و كان ذاك استثمارًا جديدًا كبيرًا من جانب شركة ميرسك في البنية التحتية للميناء، وواصلت شركة APM Terminals التابعة لميرسك الاستثمار في مرافقها في ميناء روتردام حيث أعلنت في 7  أبريل 2023 عن خطط لمضاعفة سعة المحطة تقريبًا بحلول عام 2026، وفي الآونة الأخيرة، قامت شركة ميرسك بتوسيع قدراتها اللوجستية في ميناء روتردام، بما في ذلك افتتاح منشأة تخزين بارد جديدة في ماي 2024، ومستودع تبريد كبير بدأ العمل في سبتمر   2024، وكل هذه الاستثمارات الجديدة التي قامت بها شركة ميرسك في ميناء روتردام جاءت بعد أن اشترت شركة كيوتيرمنالز القطرية 90% من شركة كرامر الألمانية التي تشتغل في تسيير المحطات والقيام بعمليات الشحن والتفريغ والتخزين في ميناء روتردام، وهو ما فتح باب منافسة شرسة بين الشركة القطرية والشركة الدنماركية في ميناء روتردام، الذي للإشارة تنطلق منه رحلات بحرية عديدة نحو ميناء حيفا وميناء أسدود في إS رائيل، تقوم بها سفن تتعامل مع محطات الشركة القطرية والشركة الدنماركية على مستوى عمليات الشحن. 

● يوم 23 غشت الماضي، في خضم المنافسة الشرسة بين شركة ميرسك الدنماركية وشركة كيوتيرمنالز القطرية في مجال الخدمات داخل محطاتهما في ميناء روتردام،  افتتحت ميرسك مع الهيئة العامة للموانئ في المملكة العربية السعودية مجمع الخدمات اللوجستية في ميناء جدة، بتكلفة 250 مليون دولار أمريكي، وحسب مقال باللغة الإنجليزبة صدر في موقع GLOBAL TRAILER في اليوم نفسه، أي يوم 23 غشت الماضي، تحت عنوان:

Maersk opens largest logistics facility in the Middle East

 أي “ميرسك تفتتح أكبر منشأة لوجستية في الشرق الأوسط”، فإن مجمع الخدمات اللوجستية هذا تبلغ مساحته 225000 متر مربع أكبر، وهو أكبر مرفق لوجستي وخدمات في موقع واحد في الشرق الأوسط.

ويضيف المقال المذكور أعلاه، أنه تم اختيار الموقع بسبب بنيته التحتية المتقدمة، مع أرصفة قادرة على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة والمعدات الحديثة والآلية والصديقة للبيئة، وقال  الرئيسي التنفيذي لشركة ميرسك عن ميلاد هذا المشروع بأنه “شهادة على التزام شركة ميرسك بأن تكون عامل نجاح للتجارة العالمية في المملكة العربية السعودية، التي تقع بشكل استراتيجي على مفترق طرق ثلاث قارات”.

● من خلال هذه المعطيات، يتضح أن شركة ميرسك الدنماركية التي هي عميلة لشركة كيوتيرمينالز في ميناء حمد بقطر، والتي فتحت الشركة القطرية مع سفنها في يوليوز 2023 خطا بحريا جديدا هو ME6 من الدوحة إلى طنجة عبر السعودية وسلطنة عمان ومصر، لا تفكر سوى في ما تجنيه هي من أرباح، وها هي قد وسعت استثماراتها في ميناء روتردام التي وضعت الشركة القطرية فيه أموالها كي يكون لديها فيه موطئ قدم، ثم ها هي فتحت مع المملكة العربية السعودية منشأة لوجيستية ضخمة في ميناء جدة، بل الأكثر من ذلك، أنها لم تكتف بتوسيع نفوذها في مضيق جبل طارق من خلال الاستثمارات التي لديها في ميناء طنجة المتوسط وفي ميناء الدار البيضاء.

بل ها هي في يوم 7 من هذا الشهر أبريل 2025، وقعت شراكة بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط OCP في إطار ما سماه الطرفان “الابتكار المستدام في سلسلة التوريد”، وهو الخبر الذي أعلنت عنه شركة ميرسك في اليوم نفسه في موقعها. تحت عنوان :

OCP Group and Maersk partner for sustainable supply chain innovation

أي : “شراكة بين مجموعة OCP وميرسك للابتكار المستدام في سلسلة التوريد”.

(انظر صورة للخبر في التعليق)، وهو الخبر الذي نشره المكتب الشريف للفوسفاط في صفحته في اليوم الموالي، أي يوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، باللغة الإنجليزية بالعنوان نفسه. 

ألا تستحق إذن شركة ميرسك الدنماركية إلى صفعات قوية ومؤلمة، كي تتوقف عن إلحاق الضرر بالشركة القطرية، التي تريد أن تكون الفاعل الرئيسي والقوي الذي يتحكم في مفاصل التجارة عن طريق الملاحة اليحرية في الخط الدولي البحري الذي يربط بين أوروبا وآسيا؟ 

نعم. إنها تحتاج إلى صفعات وركلات مؤلمة، ليس هي وحدها. بل حتى البلدان التي توقع اتفاقيات معها، ومنها المغرب. والصفعات والركلات ينبغي أن تكون مدروسة، اعتمادا على بروباغندا تمارسها جهات وهيئات ومنظمات عميلة، مهما كان الثمن. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *