في هذه المقالة تكتب  فاطمة الزهراء بوغنبور أو (فاطمة الحرة)، مراسلة القناة الأمريكية في الرباط، نهاية هذا الصرح الإعلامي بجرة قلم من الادارة الأمريكية الجديدة على عهد ترامب.

 

الرباط: فاطمة الزهراء بوغنبور

لم تهدأ العاصفة بعد في داخلي لأقدر على الحكي. لكن سأحاول ….

في صباح باكر غائم وبارد وخانق لسبب غير مفهوم حينها ( فهمته بعد), كنت منهمكة في مونتاج تقرير حول (أدوار الهاكا في تتبع حضور المرأة في الإعلام) وبينما أضع رتوشه الاخيرة قبل تحميله في سيرفر المؤسسة. 

وصل إيميل يعلن فيه المدير العام لشبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN جيفري غيدمان متأسفا على إلغاء عقود العاملين في المؤسسة بسبب صعوبات مالية عقب حجب التمويل من طرف إدارة الرئيس  دونالد ترامب.

حصل هذا بعد أن كان قد وافق الكونغرس على تمويلنا في الرابع عشر من مارس. 

لكن هذا التمويل قُطع فجأة في اليوم التالي من قبل ما تسمى بـ “إدارة كفاءة الحكومة” بقيادة إيلون ماسك. 

كان يوما بشعا، حزينا، حزن امتد من مقر القناة الرئيسي في واشنطن مرورا بالزملاء المراسلين في عواصم  شمال افريقيا  فلبنان فالسودان فالعراق فسوريا فاليمن فمكتب دبي بكل طاقمه. حزن واسف ومواساة متبادلة عابرة للقارات وهواتف ورسائل واتساب من وإلى جل عواصم العالم تحمل استفسارا واحدا ( هل وصلك الايميل، نعم وصلني)…. إنها نهاية رحلة كتب لنا أن نترجل جميعا دفعة واحدة عن صهوة المؤسسة في عز الشغف وفورة العطاء وذروة التأقلم مع تجربة صحافة MOJO ….

في الواقع قبل أسابيع تحديدا لحظة وصول إدارة ترامب لقمرة القيادة حرفيا اصطدمت سفينتنا بجبل الجليد لكن قررنا جميعا مواصلة العزف كفرقة عازفي سفينة تايتانيك. كنا ندرك أنه لا محال من الغرق وبأن القاع هو مصيرنا المحتوم  المؤشرات  لم تكن مطمئنة . لكن الهمم والعزيمة والوفاء وقليل من الأمل في حدوث معجزة. جعلنا نستمر. كل تقرير أنجزته منذ ثلاثة أشهر كنت أقول ربما الاخير ربما لن يكتب له البث، لكن واصلت مصرة أن لن أسقط قط في فخ الترقيع أو التسويف أو الاستسهال أو التنازل عن معايير الجودة نصا وصورة ومتحدثين. مستحضرة دائما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ….

وهكذا كان ، واصلت طرق باب الخزان حتى صفقه ايميل جيفري غيدمان بقوة على أصابعنا جميعا.

 بعد عشر سنوات أنجزت فيها الآلاف من التقارير مواضيع وتغطيات وقصص ومدن ومناطق مما قد يخطر ولا يخطر على بال انسان……

حسبي أن نصف معارفي في المغرب يسجلونني على هواتفهم بإسم (فاطمة الحرة) لكم جميعا أقول أخرس القدر صوت (الحرة) . صوتي وإن كان مبحوحا قليلا الان من الوجع لكن أملي أن يتعافى و يصدح من جديد ويعود حرا كما عهدتموه …. 

*مراسلة قناة الحرة في الرباط 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *