أقولها وأكررها مرة أخرى، وأنا مقتنع بذلك، تلك الحركة يجب التنديد بها، ويجب على المدرب نبيل باها أن يعرف أنها حركة صبيانية أفسدت على الجمهور فرحته بالهدف المغربي الثاني الذي سجله زياد باها.

أحمد الدافري -كاتب صحفي

يوم الثلاثاء المقبل 15 أبريل الجاري إن شاء الله، سيواجه المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة في نصف نهاية بطولة كأس إفريقيا منتخب كوتديفوار، الذي انتصر عشية يومه الثلاثاء على منتخب السينغال في ربع النهاية بركلات الترجيح، بعد أن انتهى الشوطان بدون أهداف.

كنت تابعت مباراة المنتخب المغربي أمس مباشرة ضد منتخب جنوب إفريقيا في ربع النهاية.

وربما كنت أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا هذه اللعينة، أول من كتب هنا تدوينة مفعمة بالفرح بعد تأهل أبنائنا الصغار إلى نصف النهاية.

وكانت تلك التدوينة مزينة بصورة جميلة لجزء من ملعب البشير بالمحمدية الذي احتضن اللقاء، وفي الصورة كانت تظهر لافتة من إنجاز الجمهور المغربي، مكتوبة فيها عبارة “السبوعة” بالحروف العربية، وبحروف تيفيناغ الأمازيغية.

إذن مباشرة بعد نهاية مباراة المنتخب المغربي أمس، كنت قد عبرت عن فرحي الشديد بالانتصار بنتيجة 3-1، حيث كان الأشبال المغاربة سباقين إلى تسجيل الهدف في الشوط الأول، قبل أن يتعادل الجنوب إفريقيون في الشوط الثاني بسبب سوء تموقع المدافعين المغاربة، لتصبح بعدها المباراة صعبة علينا، بل مخيفة، والحمد لله أن لدينا لاعبين مهاريين من مستوى جيد جدا، وبالخصوص لاعب وسط الميدان عبد الله وزان لاعب أياكس أمستردام الهولندي، والجناح الأيمن إلياس بلمختار لاعب موناكو الفرنسي، والمهاجم اسماعيل العود لاعب فالنسيا الإسباني، وقلب الهجوم زياد باها لاعب ريال بيتيس الإسباني، ابن نبيل باها مدرب المنتخب المغربي، الذين كان لهم دور حاسم في الانتصار على منتخب جنوب إفريقيا ذي المستوى القوي، والذي يتوفر على لاعبين مهاريين ومنضبطين من حيث التكتيك، يحسنون التموقع والانتشار فوق رقعة الملعب، ويمتازون باللعب السريع.

بعد تدوينة الفرح الأولى تلك، جاءت مباشرة بعدها تدوينة العتاب الثانية، والتي عبرت فيها عن استيائي من الحركة الصبيانية التي وجهها المدرب المغربي إلى الجمهور.

بالنسبة إلي، أقولها وأكررها مرة أخرى، وأنا مقتنع بذلك، تلك الحركة يجب التنديد بها، ويجب على المدرب نبيل باها أن يعرف أنها حركة صبيانية أفسدت على الجمهور فرحته بالهدف المغربي الثاني الذي سجله زياد باها، وغير مقبول أن تصدر منه هو الرجل كبير السن الذي يبلغ من العمر 44 سنة، والذي يدرب لاعبين لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة، يحتاجون ليس فقط إلى تأطير من الناحية التقنية والفنية، بل يحتاجون أيضا إلى تأطير من الناحية الأخلاقية والسلوكية، ومن حيث الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها اللاعبون مع الجمهور الذي يأتي إلى الملاعب ليس بنية تحطيم معنوياتهم، أو لكي يتشاجر معهم، أو لأنه يكرههم، بل لأنه يحبهم، ولأنه يلقبهم باسم “السبوعة” إعجابا بهم.

إن شتم الجمهور أو الدخول معه في مشاحنات لفظية، سبق لنا نحن المغاربة أن استنكرناه حين ظهر المدرب وحيد خاليالوزيتش في أحد الفيديوهات وهو يرد على الجمهور بالسب بعد أن انتصر المنتخب المغربي تحت قيادته في إحدى المباريات، وكان ذاك السلوك القج واحدا من الأسباب التي أدت إلى الاستغناء عنه، بحكم أنه كان قد أصبح من الصعب على الجامعة الملكية لكرة القدم أن ترأب صدع العلاقة بينه وبين الجمهور، نظرا للسخط العارم الذي انتاب الجمهور المغربي، وأنا منهم، مما جعل مسألة بقائه مدربا للمنتخب المغربي أمرا مستحيلا، والحمد لله أنه رحل.

مباراة المنتخب المغربي للناشئين المقبلة في نصف النهاية ضد كوتديفوار سيحتضنها ملعب البشير أيضا، وربما سيحج لمشاهدة المباراة نفس الجمهور الذي وقع له شنآن مع نبيل باها، ونحن نريد أن تجري المباراة في جو من الود والوئام بين المدرب والجمهور الذي ننتظر منه ألا تتوقف حناجره عن تشجيع المنتخب المغربي.

المدرب باها، ربما كان ينبغي أن يستحضر أمس بعض الذكاء التواصلي، وأن يعتذر للجمهور، عوض أن يكذب في تصريح للصحافة ويقول بأن الحركات التي صدرت منه نحو الجمهور كان من خلالها يحثه على أن يرفع صوته بالتشجيع أكثر كي يواصل المنتخب المغربي تسجيل الأهداف، وهذا كلام لا يمكن أن يصدقه أحد.

الاعتذار أمر عادي سي نبيل.
إنه سلوك محمود. وهو من شيم كل شخص نبيل.
والجمهور في الملاعب هو هكذا.
إنه كائن مزاجي.
قد يسبك الآن.
وبعد دقيقة قد يهتف باسمك إن سجلت هدفا وجعلته يشعر بالنشوة والاطمئنان.
الله يهدينا كاملين.
وهذا ما كان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *