لن يستطيع لا الوداد ولا الرجاء بشكلهما الحالي صنعها بزمرة من اللاعبين يفتقدون إلى الانسجام، والغرينتا، والقدرة على التوليف الجميل، ومن ورائهما مكتبين مسيرين بلا طائل.

*يونس الخراشي 

لنكن صرحاء، فمن ينبغي أن يوجه له بعض إعلاميينا، الذين أخذتهم الغيرة على الديربي حد الهوس، على حين غرة، الدعوة لكي يحضر إلى الملعب، هما فريقا الوداد والرجاء، ذلك أن هذين الفريقين أصبحا شبه مفقودين طيلة الموسم.

فلنفترض أن ملعب دونور “دار” بالجماهير، فمن يضمن لنا أن نرى فريقي الوداد والرجاء حاضرين؟.

من يضمن لنا أن نرى أسلوبين جميلين في اللعب؟؟.

من يضمن لنا أن نرى كرة نستحقها، ونريدها، ونفتخر بها، ونغار عليها؟؟.

فقد صار الفريقان البيضاويان كأي فريقين، بلا طعم ولا لون ولا رائحة. 

ليس من جهة اللعب وحسب، بل وأيضا، وهو مهم للغاية، من جهة التدبير، والتسيير، والتكوين، والتأطير، ومن جهة الحضور، والقيمة، والوضع الاعتباري لدى العصبة الاحترافية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ناهيك عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

لقد كان ممكنا أن يتقوى الفريقان، وتزداد قوتهما، ويكون حضورهما شامخا على المستوى القاري والعالمي، فيكون الديربي عرسا من باب تحصيل الحاصل.

غير أن هذا لم يحدث، بل حدث العكس، وكأن حادثة سير أصابت الفريقين معا، وجعلتهما يدخلان في غيبوبة، ويصبحان أثرا بعد عين، ومن تم يصبح وجودهما مفقودا، وسؤال حضورهما مطروحا بقوة.

من منا لا يحب أن يرى ملعب دونور بحضور جماهيري حاشد؟ لا أحد. 

من منا لا يشوقه أن يكون له مكان في دونور يوم الديربي؟ لا أحد. 

من منا لا يغريه أن تكون مباراة الديربي مثيرة وجميلة كي تسوق بها صورة الكرة المغربية، وصورة الرياضة المغربية؟؟ لا أحد.. 

غير أن هذا قد لا يحدث حتى في ظل وجود جماهير حاشدة. 

بل إن هذا الإلحاح كي تحضر الجماهير بقضها وقضيضها، يعني إقرارا ضمنيا بأن الفريقين غائبين، وبلا طعم ولا لون وبلا رائحة، وأن المعول عليه هو الجماهير كي تصنع فرجة يعلم مسبقا بأنها ستغيب عن العشب الأخضر، ولن يستطيع لا الوداد ولا الرجاء بشكلهما الحالي صنعها بزمرة من اللاعبين يفتقدون إلى الانسجام، والغرينتا، والقدرة على التوليف الجميل، ومن ورائهما مكتبين مسيرين بلا طائل.

إن للجماهير منطقها الخاص. وهي كانت دائما حاضرة في الموعد. بل إنها تجشمت عناءات كثيرة كي تكون عند حسن الظن، وفي المستوى، وفي ظروف استثنائية، بعضها قاس للغاية. 

وأيا كان الحال، فالملعب ملعبها، وهي تعرفه، وتحفظه عن ظهر قلب، وتحبه، وتحب فريقيها، وحين تعبر عن غضبها، فذلك حب عظيم، من محب عظيم، يريد لمحبوبه أن يكون على مستوى عظمته، ليس إلا.

*كاتب صحفي ومؤلف رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *