لقد حمل بيان الخارجية الأمريكية إشارات تؤكد على منح مهلة للجزائر عندما دعى الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات دون تأخير وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية تريد غلق الملف على مستوى مجلس الأمن. 

*وليد كبير 

لقد حمل بيان الخارجية الأمريكية عقب الاستقبال الذي خصه الوزير ماركو روبيو لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تأكيداً صريحاً وغير قابل للتأويل على أن الاعتراف الأمريكي الذي أعلنه ترامب نهاية عام 2020 لا رجعة فيه، وهذا ما يشكل صفعة دبلوماسية أمريكية على جبين عسكر الجزائر غير المدرك للتغيرات التي عرفها الملف في السنوات الأخيرة.

‏راهن النظام الجزائري على تغير الموقف الأمريكي خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن ورمى البيض كله في سلة الديمقراطيين دون تحقيق الهدف المرجو، ثم رفع سقف التنازلات بعد رجوع الجمهوريين إلى البيت الأبيض، عندما عرض سفير الجزائر بواشنطن صبري بوقادوم على الإدارة الجديدة ما فوق أرض الجزائر وما تحتها لكن رد الأمس كان حاسماً وبدد آمال العسكر وقضى على أحلامهم.

‏إن تجديد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه يعد تثبيتا نهائيا لموقف إستراتيجي لدولة عظمى يفرض النظام الجزائري أن يفكر بجد الآن بإعادة النظر في تدبيره للملف الذي قد يحوله إذا انتهت المهلة إلى خصم جيوسياسي عوض شريك للولايات المتحدة الامريكية.

‏لقد حمل بيان الخارجية الأمريكية إشارات تؤكد على منح مهلة للجزائر عندما دعى الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات دون تأخير وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية تريد غلق الملف على مستوى مجلس الأمن. 

‏ودعم الإدارة الأمريكية لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ووصفه بالجاد والواقعي وذو مصداقية  وبأنه الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع يلغي النقاش حول مشروع التسوية الذي يدافع عنه النظام الجزائري وجبهة البوليساريو أو أي مشروع آخر.

وهذا يعني أن أساس التفاوض لن يكون إلا في إطار الحل السياسي الذي قدمه المغرب، وأن أي تأخير أو عرقلة سيتحمل وزرها الطرف الرافض فواشنطن لم تعد تعترف بـ”حق تقرير المصير” على النحو الذي تريده الجزائر.

‏لقد رسم البيان الامريكي بخصوص الملف خطا أحمرا أمام الجزائر لن تستطيع تجاوزه ومنحها الاجال التي قد تنتهي في أي وقت لتدارك الامر.

 وأعتقد أن الوقت المتبقي لم يعد كثيراً أمامها وهي فرصة تاريخية للخروج من عنق الزجاج حفظا لماء الوجه وخدمة لصالح الإستقرار في المنطقة. 

‏*محلل سياسي وكاتب صحفي جزائري 

‏⁧#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *