أثار المسلسل المغربي “رحمة”، الذي تصدر نسب المشاهدة خلال شهر رمضان، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد عرض مشاهد وصفت بـ”الجريئة” وغير المألوفة في الدراما المغربية.
ويعرض المسلسل المغربي “رحمة” على قناة MBC5 وتدور أحداثه حول معاناة أم تربي طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتؤدي الفناة القديرة منى فتو دور رحمة.
ورغم الإشادة الواسعة التي حصل عليها المسلسل بسبب قصته الإنسانية المؤثرة، تعرض مخرج العمل لانتقادات كبيرة بسبب تكرار مشاهد “جريئة”.
وخلقت لقطات رومانسية جمعت بين الشخصيتين “عيسى” و”ثريا”، واللتين يجسدهما الفنانان هيثم مفتاح وكريمة غيث، ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، معتبرين إياها “تجاوزا للذوق العام”، ولا تتناسب مع الجمهور المغربي وخصوصيته الثقافية والدينية، خاصة خلال الشهر الفضيل.
كما أثار تناول قضايا، مثل الخيانة الزوجية والتحرش الجنسي و”الجنس مقابل العمل” حفيظة المشاهدين، حيث غرد أحدهم: “لماذا هذه الصراحة المفرطة؟ الجمهور المغربي يفهم التلميحات دون الحاجة لمشاهد صادمة“.
ويرى البعض أن عرض هذه المشاهد على قناة عربية قد يساهم في ترسيخ صورة نمطية سلبية عن المرأة المغربية. وأثار هذا الجدل نقاشا أوسع حول معايير الإنتاج الدرامي في المغرب، بين فريق يطالب بضبط المحتوى ليتناسب مع المشاهدة العائلية، وآخر يؤيد حرية التعبير الفني.
في المقابل، التزم نجوم العمل الصمت تجاه هذه الانتقادات.
وتعليقا على الجدل كتب الصحفي المغربي، محمد واموسي: “منذ بداية شهر رمضان، حظي مسلسل “رحمة” بإشادة واسعة من الجمهور المغربي، الذي وجد فيه قصة درامية مشوقة وأداءً تمثيليًا مقنعا“.
وتابع في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” “لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما قرر صناع العمل الانحراف عن المسار الدرامي المحترم وإقحام مشاهد مجانية لا تضيف شيئا للسرد، سوى الإساءة لصورة العمل بالكامل“.
وأضاف “مشاهد العناق والتجاوزات الأخلاقية التي ظهرت فجأة، لم تكن سوى ضربة موجعة لثقة الجمهور، الذي اعتبر أن هذه الإضافات لم تخدم القصة، بل كسرت حالة الاندماج والإعجاب التي بنيت منذ الحلقات الأولى“.
يذكر أن المسلسل من تأليف بشرى ملاك وإخراج محمد علي المجبود وبطولة نخبة من الممثلين المغاربة، بينهم منى فتو، عبد الله ديدان، فرح الفاسي وغيرهم.
وكانت الحلقة الأولى من مسلسل رحمة، قد أثارت استياء الجمعيات الحقوقية، بعد مشهد أدلى به عبد الله ديدان والذي تضمن تعبيره عن استغرابه من حالة طفل من ذوي الإعاقة، وهو ما اعتبرته المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات بالمغرب إهانة لهذه الفئة وتعزيزًا للصور النمطية السلبية المتجلية داخل المجتمع.