يعدّ جامع النيجر أقدم جوامع مدينة إفران شيّدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ستينيات القرن العشرين، وتبلغ مساحته 1020 مترا مربعا، ويستوعب 2000 مُصلٍّ.
أعدها للنشر- عبد المراكشيle12
اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من المساجد، حتى لَتجد من ينتقذون هذه الوفرة “الملحوظة” لـ”بيوت الله” على حساب مرافق حيوية أخرى ضرورية لحياة المواطن البسيط، مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.
بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق “المغرب غير النافع” من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد.
سنأخذكم، من خلال هذه الفسحة الرمضانية “حكاية مسجد” في جولات عللا بساط من كلمات خطّتها أقلام مغربية مختلفة عن أشهر مساجد المغرب وجوامعه.
يعدّ جامع النيجر أقدم جوامع مدينة إفران شيّدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ستينيات القرن العشرين، وتبلغ مساحته 1020 مترا مربعا، ويستوعب 2000 مُصلٍّ. وعلاوة على الصلاة، تقام في هذا الجامع أنشطة أخرى، منها دروس الوعظ والإرشاد ومحو الأمية.
في 2022 جرت إعادة تهيئة المسجد، الذي يقع في مركز إفران، قرب السوق البلدي للمدينة، والمساحات المحيطة به.
وفي 2009، صلى الملك محمد السادس في هذا المسجد مع ولي عهد دول قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وجاء في تفاصيل خبر عن الموضوع: استقبل الملك محمد السادس حينئذ في القصر الملكي بإفران الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد دولة قطر، الذي يقوم بزيارة خاصة للمغرب.
وفي أعقاب ذلك أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رفقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، صلاة الجمعة في مسجد النيجر بمدينة إفران.
وقد تطرق الخطيب في خطبة الجمعة لموضوع نعمة الماء وضرورة الحفاظ عليه والاقتصاد فيه، مبرزا أن دين الإسلام هو دين الدعوة إلى السلوك القويم والتعامل مع الله بالقلب السليم، وأنه مبني على أسس من الأخلاق المتينة، من أركانها شكر النعم. وقال إن من هذه النعم الكبرى التي تستحق الشكر لله تعالى، أمطار الخير والرحمة التي همت وتهم مختلف أرجاء المملكة.
وذهب الخطيب نفسه في خطبته إلى أن الشكر، كما يكون بالقول والحمد والتضرع، يكون أيضا بالفعل والسلوك، وذلك بالحرص على الحفاظ على نعمة الماء وإدراك قيمتها إدراكا تاما، بحيث يتم استعمالها واستهلاكها بما ينبغي من الاقتصاد وحسن الاستعمال دون إسراف ولا تبذير.
وأكد الخطيب أن الاقتصاد في الماء أوكد من الاقتصاد في غيره، إذ عليه يتوقف كل شيء في الحياة، والناس عاجزون عن صنعه، مضيفا أن من الأدلة على دعوة الإسلام إلى الاقتصاد في الماء كون الشرع الحكيم، حتى في الوضوء، الذي لا تتم الصلاة إلا به، أمر بالاقتصاد التام في الماء وعدّ الإكثار منه من مكروهات الوضوء.
وأشار إلى أن الله تعالى عندما أرى نبيه يوسف عليه السلام تلك الرؤيا التي فيها سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، إنما أراد أن ينبهه، هو والأمة التي كان فيها، إلى الاقتصاد والادخار من عام المطر الغزير، إلى عام الشح والجفاف.
وذكر الخطيب بالسياسة الحكيمة لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، والمتمثلة في بناء السدود وإحداث المجلس الأعلى للماء والمناخ المكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية في مجال الماء والمناخ وإبداء الرأي حول الاستراتيجية الوطنية لتحسين المعرفة بالمناخ والتحكم في آثاره على نمو موارد المياه.
وأكد أن أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، واصل نهج هذه السياسة الرشيدة، والخطة المتبصرة الحكيمة، لتأمين الموارد المائية للأجيال الحاضرة والمقبلة، مبرزا أن جلالته، بالإضافة إلى اهتمامه البالغ بالسدود الكبرى، ما فتئ يولي عنايته الكريمة لبناء السدود المتوسطة والصغرى حتى يستفيد الناس، على مستوى كل جماعة قروية، من هذه الخيرات.كما ذكر بأن إشراف صاحب الجلالة، أول أمس، على حفل توقيع اتفاقية إنجاز مشروع الإعداد الهدروفلاحي وبناء وتجهيز نقط الماء بإقليم افران، يعكس واحدة من المكرمات الملكية الرامية إلى تحسين مستوى عيش الساكنة القروية وترشيد استعمال مياه الري والشرب.
وفي الختام تضرع الخطيب وعموم المصلين إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين النصر المكين يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد ويحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل الى العلي القدير بأن يشمل بواسع عفوه ومغفرته وفضله الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني أكرم الله مثواهما وطيب ثراهما.