يعدّ المسجد الأعظم في مدينة كلميم، الذي يوجذ في حي ولي العهد، على مستوى شارع محمد السادس، القلب النابض للمدينة، صرحا روحيا ومنارة دينية وعلمية مضيئة تعكس إبداع الصانع المغربي في الفن المعماري المعتمد في عمارة “بيوت الله”.

أعدها للنشر- عبد المراكشيle12

اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من المساجد، حتى لَتجد من ينتقذون هذه الوفرة “الملحوظة” لـ”بيوت الله” على حساب مرافق حيوية أخرى ضرورية لحياة المواطن البسيط، مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.

بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق “المغرب غير النافع” من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد.

سنأخذكم، من خلال هذه الفسحة الرمضانية “حكاية مسجد” في جولات عللا بساط من كلمات خطّتها أقلام مغربية مختلفة عن أشهر مساجد المغرب وجوامعه.

يعدّ المسجد الأعظم في مدينة كلميم، الذي يوجذ في حي ولي العهد، على مستوى شارع محمد السادس، القلب النابض للمدينة، صرحا روحيا ومنارة دينية وعلمية مضيئة تعكس إبداع الصانع المغربي في الفن المعماري المعتمد في عمارة “بيوت الله“.

ويشكّل هذا المسجد (وهو أحد أشهر المعالم الدينية في كلميم) منارة دينية وروحية تشرئبّ إليها أفئدة وقلوب ساكنة المدينة موعد كل صلاة، لتكرّس وجودها كإرث حضاري متجدد يجسد إبداع الفن المعماري المغربي، وتشهد على تعلق الساكنة المحلية بالقيم الدينية واهتمامهم بـ”بيوت الله” وبنائها والاعتناء بها.

يعود تاريخ بناء هذا الصرح الديني إلى 1978، وشيد على مساحة تناهز 2000 متر مربّع، ويسع أزيد من 1000 مصلّ ومصلية، منهن 150 مصلية في جناح خاص بالنساء، إضافة إلى فضاءات مخصصة لمحاربة الأمية وتحفيظ القرآن الكريم، منها كتّاب المعهد العلمي لحفظ وتجويد القرآن الكريم للذكور والإناث وسكن للإمام، إضافة إلى مرافق تجارية مختلفة.

للمسجد الأعظم ثلاثة أبواب رئيسية تفتح على مصراعيها لتؤدي بالمصلي إلى هذه المنارة المعمارية الدينية التي تعكس الطراز المغربي الأصيل، ويتجسد ذلك في القبّة الكبيرة التي تتوسط سقف المسجد، وقبتين بحجم متوسط. وكل قبة من هذه القباب الثلاث مزينة بثريا نحاسية فريدة بزخارفها الرائعة التي منحت هذا المسجد رونقا وشكلا هندسيا فريدا.

ويعدّ المسجد الأعظم مقصدا ومحجّا للعديد من المصلين من مختلف الأعمار المتشوقين للنهل من معين المنابع الروحية والإيمانية الربانية، لاسيما خلال شهر رمضان الأبرك، الذي يستقطب خلاله أعدادا كبيرة من المصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح في جو من الخشوع والسكينة.

وإضافة إلى وظيفته الدينية، يضطلع هذا المسجد بوظائف اجتماعية وتربوية وتثقيفية من خلال تقديم برامج لمحو الأمية وحفظ القرآن وتجويده لفائدة العديد من الفئات، في إطار برنامج وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي تسهر عليه المندوبية الإقليمية عبر برنامج محو الأمية، وكذا تقديم دروس دينية ومسابقات يشرف على تأطيرها ثلة من العلماء من أعضاء المجلس العلمي المحلي والمرشدين والوعاظ.

وقال مولود كويس، عضو المجلس العلمي المحلي في كلميم، في تصريح للصحافة، إن المسجد الأعظم معلمة من المعالم الدينية التي تشهد باستمرار توافدا كبيرا من ساكنة المدينة لأداء الصلوات الخمس، بحكم وجوده في قلب المدينة، ويزداد التوافد على هذا المسجد في شهر رمضان، خاصة خلال صلاة التراويح.

وتابع المصدر ذاته أنه بالإضافة إلى دوره في إشاعة الأمن الروحي والممارسة المثلى لشعائر الدين الإسلامي الحنيف لدى ساكنة المنطقة، يوفر المسجد، على غرار باقي مساجد المملكة، وظائف متعددة، منها إلقاء دروس الوعظ والإرشاد من قِبَل ثلة من العلماء أعضاء المجلس العلمي المحلي، ووعاظ ومرشدون، وكذا أنشطة تثقيفية وتربوية وتأطيرية، من خلال تنظيم حلقات علمية وحصص لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وكذا مسابقات وأمسيات قرآنية، بالإضافة إلى احتضان أنشطة اجتماعية وصحية، منها حملات للتبرع بالدم بحكم الموقع الاستراتيجي للمسجد وسط المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *