عُرف المغرب، منذ عهود، بإسلامه المعتدل، الذي يمتح من ينابيع قيَم التسامح والتكافل والتعاون التي طبعت الإنسان المغربي الأصيل، قائما على ركائزَ متينة تقوم على السجيّة المغربية، التي يسير وفقها كلّ أمر في الحياة بـ”النية“…
تقديم -عبد الرزاق المراكشي le12
اختارت لكم “le12.ma” وقفات مع ثلّة من الأقلام المغربية التي أغنت ريبرتوار الكتابات التي تناولت موضوع الإسلام المعتدل الذي انتهجته المملكة منذ القدم، والذي أثبت توالي الأيام وما تشهده الساحة السياسية الدولية أنّ هذا الإسلام “على الطريقة المغربية” لم يكن بالضّرورة قائما على “الصّدفة (النيّة) بل تحكمه أعراف وقوانين وتشريعات واضحة المرجعيات والخلفيات وواعية تمامَ الوعي بأنّ الإسلام دين عسر “يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ” وبأن “الإسلام دينُ يُسر وليس دين عُسر” وأنْ “ما شادّ أحدَكم الدين إلا وغلبه“..
ونشير إلى أن هذه المقالات منشورة في الموقع الإلكتروني لمجلة “دعوة الحق“.
إلى الذين يريقون دماءهم دون وعي دفاعا عن .. اوهام واباطيل الاقوياء
إلى الذين يموتون في سبيل لا شيء
إلى الذين يكافحون من اجل السلام واسعاد المجموع..
***
يا أخي إنني وأنت على رغم الديانات في الدنى إخوان
والديانات مذ توالت على الأرض دعتنا للحب والإيمان
وكلانا إنا خليقان بأن نحيا في صفا وأمان
هذه الأرض امنا، والسماوات ظلال ترعانا في اطمئنان
***
نحن في الكون يا أخي بسمات مشرقات الرنين والألحان
سكبتها الأقدار في مسمع الدنيا نشيدا منسق الأوزان
وتهادى جمالها الرائق الأخاذ كل الوجود والنيران
فإذا نحن في ضمير البرايا نغم حيّ دائم الخفقان
وتسابيح شع منها هدى الحق مضيئا في أحلك الأحزان
فلماذا أخي تنكر قلبانا لما وطدت يد الرحمان؟
***
ولماذا ندوس في فورة الجهل تماثيل حبنا الفينان
ولماذا أخي نحطم بالحقد دنانا كاننا يائسان
ابدا يا أخي فإنا ابتسامات العذارى لمغريات الأماني
ابدا يا أخي وانت على الحق غيوران، للهدى ساعيان
***
يا أخي إنني وأنت على رغم هوانا وأنفنا إخوان
وحدث بيننا المصاير والأقدار مذ كنا في ضمير الزمان
***
المبادئ واللون والجنس الفاظ بلا روح أو بدون معان
والقوميات والدساتير والأعراف من وضع عابدي الأوثان
نحن لا ننتمي لشرق ولا غرب ولكن ننمي لذا الإنسان
الحضارات ملكنا نحن الاثنين خلقناها بالدما والجنان
والحروب المدمرات عدو لكلينا البيض والسودان
***
يا أخي لم يقاتل البعض منا البعض ظلما كأننا عدوان
والعلامات بيننا مذ قديم الدهر كانت قوية الأرسان
والدعامات والوشائج بين الناي قدما متينة البنيان
ووسمات ساحة الحرب ليست غير خزي الإنسان للإنسان
***
يا أخي لن تسابق الدول الكبرى لإنتاج افتك النيران
الملء الأرض الجميلة رعبا باسم حفظ السلام والأوطان
التدمير ما بيننا من الأحلام أو شدنا من صروح الأماني
القتل الحب المضمخ روحينا بأغلى وأطيب الريحان
التمزيق قلب أم رؤوم باغتيال الآباء والولدان
التفكيك وحدة الكون والأرض وتحقيق رغبة الشيطان
التنفيذ ما اراد طغاة الأرض من محق سائر الأديان
***
يا أخي لم يخصص المال للحرب وتبقى الشعوب للحدثان
وبنو الأرض يشتكون عراة وجياعا في ذلة وهوان
يترجون أن ينالوا قفاز الخبز هل نحن عنهمو غافلان
وأنا يا أخي وأنت بما نأتي اعتباطا للأبريا ظالمان
***
يا أخي لم حملنا ضد أمانينا سلاحا كأننا خصمان
وكلانا أخي عدو لما يحمل جم العداء والشنآن
يا أخي مما أراك إلا وجودا وامتدادا لروحي الهيمان
فلنسر في طريقنا نحقق في صبر رجاء الحياة في الإنسان
فالإله الرحيم يكلأ بالتوفيق مسعى الإنسان في الإحسان
فلم الحرب يا أخي وأمانينا سواء واننا إخوان