يعدّ مسجد الزاوية من أبرز المعالم التاريخية لمدينة وزان. ورغم أن تاريخ بنائه غير معروف بدقة، فإن المؤرخين يرجحون أنه يعود إلى أزيد من ثلاثة قرون.
أعدها للنشر- عبد المراكشيle12
اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من المساجد، حتى لَتجد من ينتقذون هذه الوفرة “الملحوظة” لـ”بيوت الله” على حساب مرافق حيوية أخرى ضرورية لحياة المواطن البسيط، مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.
بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق “المغرب غير النافع” من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد.
سنأخذكم، من خلال هذه الفسحة الرمضانية “حكاية مسجد” في جولات عللا بساط من كلمات خطّتها أقلام مغربية مختلفة عن أشهر مساجد المغرب وجوامعه.
يعدّ مسجد الزاوية من أبرز المعالم التاريخية لمدينة وزان. ورغم أن تاريخ بنائه غير معروف بدقة، فإن المؤرخين يرجحون أنه يعود إلى أزيد من ثلاثة قرون.
ففي قلب المدينة العتيقة لوزان يقوم صرح هذا المعلم الديني التراثي الغني والمتنوع، الذي يعكس، وفق ما ورد في مقال منشور في “هسبريس”، الطابع التاريخي العريق لمدينة الأولياء التي لازالت تحافظ على كثير من خصائصها وشكلها المعماري القديم، وذلك رغم كون دار الضمانة لم تعرف نظاما محصنا نهائيا، ربما لأنها كانت في مأمن من التهديدات بحكم قدسيتها.
“يتوفر مسجد الزاوية العتيق، وفق المصدر المذكور، على صومعة فريدة ثمانية الأضلاع، مصنوعة من الفسيفساء، تميزه عن باقي المساجد بتراب المدينة الصوفية، ويعود بناؤه إلى الشيخ السابع للزاوية الوزانية “مولاي العربي”، ووقف على تصميمه مهندس من المملكة العربية السعودية”، يقول أحمد الحراق، الباحث في التاريخ.
ويشكّل هذا الجامع الواقع وسط المدينة العتيقة، وبالضبط في حي “الزاوية”، أحد أهم المعالم العمرانية التاريخية التي صمدت في وجه الزمن قرونا عديدة، وتحدّت العوامل الطبيعة والبشرية، وينفرد بخصائص تميزه عن باقي المساجد وبيوت الله، “إذ يشترط في المؤذن أن يكون أعمى، حتى إذا صعد المنارة لا يرى نساء “الشرفاء”، وهي الرواية التي تداولها الناس وما زالت سارية إلى يومنا هذا”.
وأورد متحدث إلى المصدر نفسه أن “قدر للمدينة أن ترتبط بالشأن الروحي، لوجود عدد من الأضرحة والأولياء في كل شبر من ترابها؛ فهي دار الضمانة، ومعقل الشرفاء، حيث ينشد أهل الذكر: “من تازة وأنا نسال على دار سيادي.. قالو لي في وزان مولاي التهامي“.
وتابع أن “المسجد لم يكن فضاء للعبادة وممارسة الشعائر الدينية فحسب، بلْ كانَ مدرسة للعلوم الشرعية؛ ويعدّ متحفا صغيرا استفاد من خزانة ومكتبة المسجد الأعظم مولاي عبد الله الشريف (مسجد مجاور لمسجد الزاوية) التي كانت تضم نفائس ومخطوطات وكتبا قيمة ناهز عددها 12 ألف مخطوط، غير أنها تعرضت للسرقة والنهب ولم تعد تضم غير الكتب المتداولة والمعروفة؛ بعدما شكل الجامع في وقت سابق “قرويين صغيرة” ومشتلا لعلوم الحديث والنحو والتصوف وغيرها“.
وخضعت هذه المعلمة الشامخة، التي اضطلعت بأدوار تاريخية، دينية وعلمية، لعملية إصلاح وترميم في إطار رد الاعتبار للمآثر التاريخية بالمدينة العتيقة التي تبقى شاهدة على الذاكرة التاريخية لدار الضمانة. غير أن الحراق يرى أن عملية الترميم لم تكن في المستوى المطلوب، ولا ترقى إلى حجم الاعتمادات المالية التي رصدت لها.
وتتميز هذه المعلمة الدينية بجمالية بنيانها وأشكالها المعمارية وزخرفة سقوفها، وأعمدتها وأقواسها تعكس عبقرية الصانع المغربي وجمالية الفن الأندلسي الأصيل والغنى الحضاري والتنوع الثقافي للمدينة، فالمسجد الذي يحظى بمكانة عظيمة لدى الساكنة والعلماء وأهل الذكر مازال شاهدا على حضارة وعمق تاريخ وزان.
ويعدّ الفضاء الديني من أهم المعالم التاريخية تصميما وزخرفة وأجملها رونقا؛ غير أن ما يعاب على المشرفين هو انتشار الأزبال والمتلاشيات ببقعة مجاورة له. وفي هذا السياق اعتبر الحراق المسؤولية مشتركة بين السكان والمشرفين على المسجد والسلطات المحلية، داعيا إلى ضرورة احترام بيوت الله وإيلائها المكانة التي تستحقها.
وعُدّ هذا الجامع دائما ملاذا للأمن الروحي. وعرفت “دار الضمانة”، وفق ما جاء في مقال لأمينة المستاري، بالمسجد الأعظم وجامع الزاوية، الذي يعدّ معلمة تاريخية يرجح سكان المدينة أن تاريخ بنائه يعود إلى أزيد من ثلاثة قرون.
يوجد الجامع في حي الزاوية، غير بعيد عن مسجد مولاي عبد الله الشريف، حيث تقطن مجموعة من الأسر الوزانية “الشرفاء”، لذلك انتشرت رواية بين الساكنة لا تزال إلى حتى الآن، وتفيد بأنه كان يشترط في مؤذن المسجد أن يكون “بصيرا” حتى لا ينظر إلى “نساء الشرفا”، وفق مستاري.
وحسب كتابات باحثين وبعض ساكنة المدينة، فجامع الزاوية بناه الشيخ السابع للزاوية الوزانية مولاي العربي، وتحول في فترة إلى ما يشبه ”قرويين مصغرة” بحسب الباحثين، ومدرسة للنحو والحديث والتصوف. كما عُدّ متحفا صغيرا استفاد من خزانة ومكتبة المسجد الأعظم مولاي عبد الله الشريف، الذي كان يحتوي على مخطوطات وكتب قاربت 12 ألف مخطوط، اختفت منها كتب قيمة.
قاوم الجامع التغيرات الطبيعية وبقي صامدا، فوقه تنتصب صومعة عالية مكونة ثمانية أضلاع، مصنوعة من الفسيفساء بشكل اختلف عن المساجد الصوفية العتيقة، وانفرد بهندسته المعمارية وسقوفه وأعمدته وأقواسه الخضراء والبيضاء بشكل يعكس الطابع المعماري الأندلسي، وعرف مؤخرا إعادة ترميم بسيطة لم ترقى إلى انتظارات أهل المدينة.