ظل بابَا الاقرَع ولد سي عبسلاَم يتردّد على البرّاكة أي سوق اثنين الغربية في سيدي بنور التي أخذت الإسم من براكة خايمي التي أقامها منذ سنة 1927 بالقرمود الإسباني الذي لا زال موجوداً إلى اليوم !.
*حسن الرحيبي
ثقافة مَغربية قديمة خاضَ الفقهاء في مناقشة حكم الشرع فيها باعتبارها من مخدرات العقل ، خاصّة بعد اتّصَال السّلاَطين بالفكر الوَهّابي المتشَدّد عندمَا كانوا يذهبون للحج ، خاصّة السّلطان سيدي محمّد بن عبد اللّه(توفي سنة 1792) ، والسّلطان مولاَي سليمَان (توفي سنة 1822) ، فأخذوا يناقشُون معضلة شرب طابة ، والشّاي والقهوة والنّفحَة ، وكذلك زيارة الأضرحَة والتمسح بها وقضَاء الحوائج بوَاسطتها .. بل هناك من الفقهاء من ناقش قراءة المجلاّت والجّورنال القادم من أوروبا ، بأنها حرام فألف أحدهم كتاب
الضّرب بالزّراويط
على رؤوس قارئي الكوَازيط !
لكن عزّزها النظام الاستعمَاري بتقريب اللّيضَارة من المواطنين فأسّس متعاونون شاركوا في الحرب مع فرنسا ، وأدخلتهم في اللّفيف الاستعمَاري من اسبانيا وبلجيكا وإيطاليا واليونان ..مثل اولاد كارنو ومنيويل وخايمي بالغربية ، وبيريس بسَانية برّرّݣيݣ ضَيعات فلاحية ، وكانتينات الشّراب أو البينُو كما كان يحلو لأبناء الأعيان تسميته ، فأخذوا في إفرَاغ مَطامير آبائهم وأقاربهم وأخذ مالها بعد البيع حين تبلاَوا بالتدريحَة والبينُو والنّفحَة ، يدّيوها لخايمي وبيريس
وَا مشينَا لعَد بيريس
واشرَبنا كيسان البَاسطيس
وݣلنا لغدَر ما يكون
آ البَاليني !
كي النّجمة تابعة المشبوح
لكازابلاَنكا !
ومشينا لذوك النّوايل
ودرنا ذوك لفعايل
وشواربها يورّدوا العطشان
ومشينا لذاك البَرّ
ولݣينا ذرية ݣد الشّبر
هازّة قرعة وتسكر
وا ݣولوا اللّ يستر
ها ابّا مَا شتّي والو !
الذّرية ݣدّك
هَازّة لمدَكّ
ثقافة حقيقية دخلت مع الاستعمار ، عزّزها إنشاء السّكويلة..
سَرقوا المَطامير واتّهموا ابّا المعطي الذي لم يكن ينشّ ولا يهشّ ، ولا يعرف التدخين ولا الشّراب ، ولاَ ينوّضُ الدجَاجة على ݣراݣتها ! بأنه هو الذي طللّع زرع الرويحَات في عزّ اللّيل، دوّز فيها شهر تاع الحبس بثلاث سيدي بنور في عهد الحاكم لبريني أوَاخر سنوَات الثلاثينَات .. بينما السارق الحقيقي سي محمد الرّويحي لم يستطيعوا اتهامه فلصّقوها في ابّا !
ظل بابَا الاقرَع ولد سي عبسلاَم يتردّد على البرّاكة أي سوق اثنين الغربية التي أخذت الإسم من براكة خايمي التي أقامها منذ سنة 1927 بالقرمود الإسباني الذي لا زال موجوداً إلى اليوم !
فين غَادي آبابَا الاقرَع ؟
غَادي للبرّاكة نجيب الدخّان !
ظلت امّي حليمة تحذره من الابتلاَء بشريب طابا والإدمان ، فكان يجيبها بثبات وثقة :
رَاني عَا كنضحَك عليهُم آمّي حليمَة !
رَاهم هوما اللّي كا يشريوها أنا عا كيذَوّݣوني مَا خاسَر وَالو !
تَا لصّقوها فيها .. فأصبحت امّي حليمة تعتبرُها درساً وعبرة عندمَا تضبطنا ندخّن أعوَاد الهَايشَر والقُشبيلة والجّرنيج .. بجنب الكانون ..
بقىٰ تَا تَلصَق فَك طابا آذاك بُو الشّلَاقم بحَال الاقرع وَلد سّي عَبسلاَم !.