في الطاكسي (وغيره من وسائل النقل المشتركة) بدأ يلاحظ، منذ فترة، غلبة “الصمت” الجماعي.. كلّشي ضارب الطمّ، بخلاف ما كان عليه الأمر طوال السنوات الماضية.. هل بدأ “بهجاوة” يتخلّون عن أجواء المرح والنشاط التي عرفوا بها؟.. ما سبب/ أسباب ذلك؟…

 مراكش- عبدو المراكشي

نهار اليوم مرّ مليئا بالأخبار من المفجعة، بدءا بالطفلة “جيداء”، التي لم يجُد عليها الكبار سوى بهذه النهاية المٌخزية لواحدة من “الملائكة” لكنْ في عشّ الشياطين، والشهر صيام، والله أعلم!.. إلى فاجعة الفتاة التي حياتها بإلقاء نفسها من الطابق الخامس لعمارة سكنية

وفي تفاصيل الفاجعة أن مصالح الدرك الملكي تمكنت من توقيف المشتبه في قتله الطفلة جيداء، التي عثر عليها صباح الثلاثاء جثة هامدة وسط حاوية أزبالأزبال في منطقة “سيدي الطيبي” في إقليم القنيطرة.

وبحسب ما أوردت الصحافة الإلكترونية، فإن المشتبه في ارتكابه هذه الجريمة المروعة ليس سوى عم الطفلة، موردة أنه قام بإنهاء حياة الصغيرة بعدما قام باغتصابها.

وأَضاف المصدر ذاته أن رجال الدرك الملكي تمكنوا توقيف المشتبه فيه في وقت قياسي، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة، وذلك لمعرفة كافة ملابسات وحيثيات هذه الجريمة المروعة..

التاسعة وست وعشرون دقيقة.. السائق انتهى من جمع “الصرف” ليدير مفتاح محرك سيارته وينطلق بنا في هذه الرحلة الليلية التي فرضتها إكراهات العمل في شهر “تنقلب” فيه مواعد الأكل والعمل والسهر

سبقني إلى المقعد الأمامي شخص وصل، مثلي متأخرا ببضع ثوان على الطاكسي الأول، الذي “ردخ” الباب على آخر راكب صعد ناقلته، وهو يشير لنا جهة الطاكسي التالي..

إلى يساري جلس رجل بقامة طويلة وجد صعوبة في “حشر” رجليه في المسافة الضيّقة بينه وبين كرسي السائق، لكنْ ما باليد حيلة.. سأنزل قبل “الترمينيس”، لذلك انتظرت حتى يصعد أولا.

ثم سرعان ما امتلأت الكراسي الثلاثة في الصف الخلفي.. يبدو أن توقيت اليوم هو الأنسب للناس للخروج، إذ كانت المحطة “عامرة” والطاكسيات لا تتأخر في ملء مقاعدها والانطلاق نحو وجهاتها، باب دكالة الداوديات،، المصلى،  المْدينة… المدينة!

في الطاكسي (وغيره من وسائل النقل المشتركة) بدأ يلاحظ، منذ فترة، غلبة “الصمت” الجماعي.. كلّشي ضارب الطمّ، بخلاف ما كان عليه الأمر طوال السنوات الماضية.. هل بدأ “بهجاوة” يتخلّون عن أجواء المرح والنشاط التي عرفوا بها؟.. ما سبب/ أسباب ذلك؟

أيضا كفّ سائقو ااطاكسيات عن أنهم “يديرو الحسّ” من خلال تشغيل أغان مختارة أو حتى ضبط المؤشر على أمواج محطة إذاعية… كل هذه الأجواء بدأت “تنقرض” في وسائل نقلنا المشتركة.. فما الذي حدث كي يصير المراكشيون (والمغاربة عموما) أكثر ميلا إلى “التصنّت لعظامهم”، بدل الموسيقى أو البرامج الإذاعية؟!…

بالنسبة إليّ، من المؤكد أنّ تزايد وتيرة الاحتقان والعنف في المجتمع بهذا التغوّل المخيف مردّه العديد من الأسباب الموضوعية النفسية والسوسيولوجية والدينية… إلخ. لكنّ الموسيقى مسؤولة عن هذا أيضا..

فحيث توجد الموسيقى لا توجد شياطين، بخلاف الفكرة السائدة المستمَدّة من أحاديث وفتاوى مُلفّقة ما أنزل الله بها من سلطان، لكنّ بعض “الوسطاء” أوجدوا فتاوى لتحريم كلّ شيء!.. والعياذ بالله..

شي بلاصة غير هنا، عافاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *